اشفقتم خرق اجماعهم وطرقت أطماعهم وزاغت عنا أبصارهم وأسماعهم فاتركونا واياهم ولا تدركوا بلواهم واعتذروا إليهم بأنا انما قبلناكم ايام السخط وقربناكم في أوان الشحط والآن فقد كمل الصلح وشمل النجح فاجروا على العادة ولا تخالفوافي الارادة فقلنا تأخذ منا الان عهدا كما شرعنا وشرطنا وحفظنا به الجوانب واحتطنا واشرعوا انتم في الاستمالة وتنكبوا طرق الاستحالة فما قبل الرسول ولا تم بقبوله السؤل ثم استأذنوا في الانصراف والاستئمار على ما تقرر من الاستحلاف فأكرم الرسل الكرام وقضيت حقوقهم بكل تشريف وعطية وتحفة وهدية وكان صدر الدين شيخ الشيوخ كبير الهمة أثيرا لا يقبل قليلا ولا كثيرا فاذا حمل له الطعام فرقه على الاجناد الذين معه من الديوان الامامي وعصم أحواله بالخلق العصامي فما زلت به حتى أجاب كل يوم إلى رغيف وباجة متخذة من دجاجة فلما خرجوا من دمشق عازمين على السير وعرف السلطان انهم قد خيموا بالقصير قال السلطان قد استحييت من صدر الدين شيخ الشيوخ وانه كلما ورد بالعقود صدر بالفسوخ وقد عولت على أن أركب لوداعه وأقرب لاتباعه وأقابل مثاله بامتثاله وأقبل مقاله لأجله ولا جلاله ونحن نشتار أرى رأيه وإشارته ونكتب نسخة اليمين كما يمليه بعبارته فسبقت اليهم بأمر السلطان وعرفتهم بسرعة وصوله وشرعة قبوله فلما وصل نزل في خيمة الصدر متضح البشر ثم كشف له عن القناعة بما سأله القناع وسأله بالرسول في عقد الاجماع الاجتماع فأرسل اليه من يعلمه بالامر ويقفه على السر ويضيق عليه سعة العذر ولما رأى تواضع السلطان ترفع ونسي ما اقترح ولم يذكر ما اخترع وقال أنا بعد ما جرى من الحال لا رغبة لي في الاسترسال حتى أنهي الى من خصني بالارسال ولعلكم اعتقدتم انه ليس لنا مظاهر ولا مظافر ولا مؤازر بل لنا من يسأل عنا ويشتمل علينا ويعصمنا ويميل إلينا ونحن نكاتبه ونستشير به ولا نتوخى خلاف مذهبه واشار الى سلطان العجم البهلوان فأذن هذا القول منه بنفار السلطان وترك ما عزم عليه وودع وركب وبعد الامر الذي كان قرب وكان قد