فكذبهما فعزز بثالث وتنقل إلى جهلة قارح قبلها خطفة جارح قبلها نفثة نافث فلما انقضت ضيافة أيام النذارة واحتقر من بآمد نار الحرب جاهلا أن ! < وقودها الناس والحجارة > ! عمد لها في اليوم الرابع فزلزل عمدها وقاتلها فأزال جلدها وزيل جلمدها ثم رأى أن الشوكة ربما أصابت غير ذى الشكة من جندها وأن المسلم قد آمنه الله من عذاب الحريق ولا يأمن أن تحرقه القسي من السهام بشرار زندها فعدل الى منجنيقه الذى أمل صاحبه منه منجى نيقه ورأى ان سوط سطوته يضرب الحجر عن أن يباشر البشر وتلك الابرجة قد شمخت بأنفها ونأت بعطفها وتاهت على وامقها وغضت عين رامقها وذهبت همة في حالقها ولكنها لم تذهب هامة عن حالقها فهي في عقاب لوح الجو كالطائر الا ان المنجنيق اغرى بها عقابيه وضغمها بمخلبيه وجثم أمامها يخاصمها وقام الى الغير يحاكمها ويضرب بعصاه الحجر فتنبجس من الثقوب أعين لا ترسل الماء ولكن تروى العطاش إلى منهل المدينة وتنهل الظمأى كذلك اياما حتى محي من الشرفات شنب ثغرها وتناوبها كأس فتك تبين بهن ابرجتها اثار سكرها وعلت الايدى الرامية لها وعلت الايدي المحامية عنها فلم يبق على سورها من يفتح جفنا و لا جفنا وشن المنجنيق عليها غارته الى ان صارت شنا وفضت صناديق الحجارة المقفلة وفصلت منها أعضاء السور المتصلة ووجب القتال لئلا يظن بالخادم انه لا جند له الا جندله فأوعز بالتقدم اليها ودخول النقابين فيها فاثخنت جراحاتها بالنقوب وهتك الحجاب من أضالع البلد فكاد يوصل الى ما ورائها من القلوب وخشيت معرة الجيش في وقت هجمه وطل صاحبها وقد كشف له الخذلان حتى نصر على شكه بعلمه فاعاد الرسالة