وسلكوا طريقين فأما الفريق الذى قصد قلعة ايلة فإنه قدر ان يمنع اهلها من مورد الماء الذي به قوام الحياة ويقاتلهم بنار العطش المشبوب المشبوب الشباة واما الفريق القاصد سواحل الحجاز واليمن فقدر ان يمنع طريق الحاج عن حجه ويمنع مجيب الدعوة ويصرفه عن نهجه ويحول بينه وبين فجه ويلم بسواحل الحجاز فيستبيح والعياذ بالله المحارم ويجيح جزيرة العرب بعظيمة دونها العظائم والله يعكس تقدير المقدر اذا كان عاصيا ويقرب حتف الباغي وان كان موضع حتفه قاصيا .
وكان الأخ سيف الدين بمصر أوعز بانشاء مراكب حربية لما علم خبر مراكب العدو الكافر وانتخبها انتخاب المتخير ولم يحشدها حشد المكاثر وفرقها على الفرقتين وأمرها بأن تطوى وراهم الشقتين فأما السائرة إلى قلعة أيلة فانها انقضت على مرابطي منع الماء انقضاض الجوارح على بنات الماء وقذفتها قذف شهب السماء مسترقي سمع الظلماء وأخذت مراكب العدو برمتها وقتلت اكثر مقاتليها وأما السائرة إلى بحر الحجاز فانها طلبت شوكة المراكب الحربية المتعرضة للمراكب الحجازية واليمنية وقد أوغلت وغالت ووصلت وصالت وأخذت تجارا وأخافت رفاقا ودلها على عورات البلاد من الأعراب من هو أشد كفرا ونفاقا فأوقعت بها المراكب الاسلامية أشد الايقاع وقطعت طريق النجاه على الطراق القطاع وفر فرنجها بعد اسلام المراكب وسلكوا في الجبال مهاوى المهالك ومعاطن المعاطب وركب