اسلمنا الرعية إلى الحيف وحزنا الجزيرة وما فارق الجفن عرار السيف وأخذنا البيرة وسروج والرها وحران والرقة والمجدل وعرابان وسائر بلاد الخابور من حد رأس عين الى منتهى بلد دورين وجئنا وتسلمنا نصيبين وقصدنا ملوك الأطراف فمنهم من كشف معنا للمخالفين وجه الخلاف ومنهم من راسل بالشفاعة والاستسعاف وسرنا إلى الموصل والنصر عذب المنهل والخصم بادي المقتل فتلقتنا رسل دار الخلافة المعظمة خلد الله سلطانها وشيد بالنصر أركانها وغيرها هنالك وهم سيدنا الصدر الكبير صدر الدين شيخ الشيوخ وفي خدمته الاجل شهاب الدين بشير ورسل قرا أرسلان ورسل شاه ارمن صاحب خلاط وما منهم إلا من شفع وسأل وضرع وسألنا شيخ الشيوخ صدر الدين ادام الله بركاته على الاسلام والمسلمين ان الدين القتال فتركناه احتراما له واعظاما وشرع في التوسط تكفلا بالمصلحة وإلتزاما وظهر انهم يطلبون المصلحة والمصالحة ويدعون الفتنة ويأمنون المكافحة فأعضل دواؤهم وبرح في الضلال خفاؤهم .
ورحلنا عن الموصل ونزلنا على سنجار لننظمها في السلك ونضيفها إلى الملك واكرمنا الرسل بالافراج عاجلا عن الموصل وحضرنا سنجار والنصل ماضي المنصل والحمد لله على ما اتاحه الله لنا من الفتح القريب والنصر المعجل والظفر المؤمل وكلما يتجدد عندنا بعدها من الفتوح المرجوة والنعم المحبوبة المحبوة نكاتبك به لتأخذ من المسرة بأسنى الاقسام وتستدني إلى النجح مرامي المرام وأنت تعلم تطلعنا إلى تلك الاحوال والاخبار وتوقعنا لورود الانباء المبشرة من تلك الديار وتعرفنا مجارى الامور بها على الايثار فواصل بمطالعاتك وأشرح فيها الأحوال شرحا تشرح به الصدور ويظهر به على وجوه الايام من بشر بشراه السعود ان شاء الله تعالى وكتب لعشر بقين من