مجرا نزل على حصاره وشرع في تشعيث نواحيه واقطاره فندب السلطان تقي الدين ومعه سيف الدين علي بن أحمد المشطوب ليجلوا بكر الفتح المخطوب ويتوليا إزالة رعب رعبان ويرسلا الروع على روع عسكر قلج ارسلان فنهضا وهما في ألف من كل ذمر للكريهة ألف وكانت تلك الحشود في عشرين الفا مجمعة على النهب والغارة مزمعة فلما شاهدوا أصحابنا قد جرى بسيل خيلهم الوادي أجفلوا من عدوى تلك العوادي وزال عن رعبان رعبها وأن سربها وعذب شربها ورعي سبقها ورعي سوامها وحيم ذمامها وتلألأت لياليها وايمنت ايامها وارتوى أوامها واستوى قوامها وعصي خرامها وانتظم مرامها وخمد ضرامها وركد عرامها وغري بالدولة الصلاحية غرامها وبعد برجها وسعد سرحها وهجر هرجها وتفجر برحها وسمت أضوائها وهمت أنواؤها وأرحب بأرجائها مهاب المهابة وطافت بها ألطاف عصمة الله الذابة بالإصابة وتجلت في أبراجها الأنوار الشمسية ونسيت لمنافع يومها المضار الأمسية $ فصل من كتاب سلطاني أنشأته في المعنى إلى مجاهد الدين قايماز بالموصل .
قد عرف أنا نؤثر أن تكون هيبة الإسلام كاملة وخيبة الكفر حاصلة والقوة على حزب الكفار متوفرة والعساكر الإسلامية كما عود الله بجيوش الكفار مظفرة وأن قلج ارسلان قد هادن الروم وهادى الفرنج وتنكب فيما يقتضيه الدين النهج وحرض الكافرين على قتال المؤمنين وقد عاود الآن وراسل الملاعين ونفذ عسكره وزل على رعبان وعاثوا في الضياع وقطعوا السبل وأحرقواالزرع واتلفوا المغل وأهلكوا الحرث والنسل ونكأوا قرح قلوبالمسلمين بالقرح وأغارت سراحينهم على السرح وكثرت شكوى شمس الدين منهم وأخبر بهذه المساوئ عنهم وما خفنا على القلعة فإنهم كانوا أضعف من أن يؤثروا فيها أثرا أو يقضوا منها وطرا ويفتضوا لها عذرة أو يقرعوا لها ذروة أو يعصموا من سورها سوارا أو عروة فإنهم أقاموا عليها هذه المدة في الجمع الجم الجمر والعسكر الدثر المجر ولما رحلوا بل رحلوا راغمين وللسلامة عادمين لم يوجد له فيها أثر حجر ولا نقب خرم ابر وذلك على ما بذلوه من الجهد الجهيد والجد الجديد والحد الحديد ونصبوا المجانيق وحلبوا للشر أفاويق وإنما اشفقنا على الرعية فقد حصلت بمضيعة وتورطت في مسبغة فلزمنا انفاذها من