المحتوم وقيل إن أحدهم حمله على قفاه وسرى به تحت الليل وأخفاه ثم نجا به ونجاه .
وعاد السلطان إلى مخيمه بعد هدء من الليل ويوم النصر بالعجاج ساحب الذيل وداعي الكفر في الفجاج صاحب الويل ووافت البشائر إلى العسكر بالنصر من العصر وصدرت شروحها بشرح الصدر وجلس السلطان في سرداقه ونحن عنده جلوس وحول شمسه من الأفاضل شموس ومن شموع الحضرة المشتعلة نجوم ومن جموع الكفرة المعتقلة قروم وهو يحدثنا بالحادث ويكثر خطر الكارث ويقول لولا التأييد من الله لكان الخطب خطيرا والخبط كثيرا والشر كريثا والضر حثيثا فإن القوم أغاروا ونحن غارون وأسروا سراهم ونحن بحالتنا سارون لكن الله أعماهم وعن سبيل القصد أغواهم فإنهملو بدأوا بالمعسكر والحي خلوف والكيد مخوف والجند غيب والثأر كتب والنار خطب لأعجلوا عن الألجام والإسراج وسدوا على الكرب مناهج الإفراج ووجدوا الفرصة بادية والعرصة خالية فصد الله قصدهم وأعمى بخطأهم عمدهم .
ثم أذن في تقديم الأسارى وهم يتهادون كأنهم سكارى فأول من قدم ابن بارزان بادوين وأسره من أمرائنا الأكراد محمد بن خوشترين ثم قدم أود مقدم الداوية الكبير وقد اشتهر في الفرنج بأسه المبير وأحضر هو ابن القومصية وكان يعرف بالنفس الأبية والنخوة الغضبية وقيد أخو صاحب جبيل وطالما انهض إلى ثغور الإسلام الخيل وجماعة من مقدميهم الأكابر