الأجسام أبدانه وطارت بالجبال رياحه وأنارت بالنجوم رماحه وصافحت أشاجع الشجعان صفاحه ودار من عسكره على خصور العضاة وشاحه أسفر في ليل العجاج من غرر دهمه صباحه ونهض ولواء النصر من نجاحه جناحه وسما لأرزاق مستميحي الآجال سماحة وتم بتوفيق الله في تيسير أسباب مراده اقتراحه وتراءت له في متاجر الجهاد أرباحه وللدين أفراحه وللكفر أتراحه والشرك للرعب قد خرجت أرواحه وأبار العدو وأباده احتباجه واجتياحه .
وخرج من القاهرة يوم الجمعة ثالث جمادى الأولى بعد الصلاة وخيم بظاهر بلبيس في خامسه بخميسه لقصد الغزاة ثم تقدمنا منه إلى السدير وخيمنا بالمبرز في العزم المعلم بتأييد الله المطرز والجيش المجهز وأنا قد استكثرت في طريق الجهاد من العلوفة الأزواد مستقيم على نهج الاستسعاد وسنن الاستعداد وجدد الاجتهاد وقد أزف الرحيل وفرض التعجيل واستصحب من الخيم الخفيف ورد الاجتهاد وقد أزف الرحيل وفرض التعجيل واستصحب من الخيم الخفيف ورد الثقيل ثم نودي خذوا زاد عشرة أيام اخرى زيادة للاستظهار ولإعواز ذلك عند توسط ديار الكفار فركبت إلى سوق العسكر للابتياع وقد أخذ السعر الغالي وأنا صاحب قلم لا صاحب علم وقد استعشرت نفسي في هذه الغزوة من عاقبة ندم والمدى بعيد والخطب شديد والطريق كله في الرمل وجمالي وبغالي لا تقوى على الحمل والجهاد تضمر له العتاق الجياد وترهف له الرقاق الحداد وتثقف به الدقاق الصعاد وتقاد إليه الجنائب العراب وتجرب من قبله للغلاب في الإجراء الجلاب والكمت الجياد انما يستجديها الكماة وهذا المغزى والدأب لمن دأبه الغزاة وهذه نوبة السيوف لا نوبة الأقلام وفي سلامتنا سلامة الإسلام والواجب على كل منا أن يلزم شغله ولا يتعدى حده ولا يتجاوز محله لا سيما ونواب الديوان قد استأذنوا في العودة وأظهروا قلة العدة وأظهرت سري للمولى الأجل الفاضل فسره إشفاقا علي وإحسانا إلي وكان السلطان أيضا يؤثر إيثاري ويختار اختياري فقال أنت معنا أو عزمت بأن تدعنا ولا