تجريهم وجسارة تؤتيهم وذعارة تحزبهم وقلق يثبتهم وثبا يقلقهم وحنق يحدهم وحدة تحنقهم وقد تذوقوا تطعموا وكلما تلفقوا تسرعوا وكانت بحماة مع ناصر الدين منكورس عدة معدودة لا تبلغ مائة ولا تجد لاتجادها عليها فئة فعرف القوم أن أعمال حماة قد بقيت شاغرة فصوبت أفواه غاراتها لالتقامها فاغرة ونهضوا في جمع جم ودهم مدلهم فخرج غليهم ناصر الدي نمنكورس في عدته وتوكل على الله وكدمهم بضرسه وضغمهم بفرسه وأوحشهم بأنسه وعضهم بعضبه وخبطهم بخطبه وعرضهم على حدود الأشافي ورماهم من نفسه بثالثة الأثافي وأخذ عليهم المضائق وصوب إليهم البوائق فوقعوا فيفخاخه وفنيت بياذقهم برخاخه فسفك دماؤهم على الوهاد والربى وسلكهم في خدمة الحومة بنيران الظبى وأسر المقدمين وأفنى بسفه الباقين .
ولما فرغ من شغلهم وعز الإسلام بذلهم وعاشت الأعمال والديار عمرت وأمنت بأسرهم وقتلهم وعم الأمن وتم اليمن وقرت بفارس الإسلام الأعين وأقرت ببأسه وبسالته الألسن جاء إلى الخدمة السلطانية بظاهر حمص بمنقبة مستقلا وبنهضته مدلا ولحديث حادثه مملا وفي خطاب خطبه مدقا مجلا .
وساق أولئك الأسارى والأغلال في أعناقهم والآجال آخذة برماقهم فركب السلطان في اليوم الحادي عشر من شهر ربيع الآخر وماجت عساكره في موكب كالبحر الزاخر ووفق راكبا ووقفنا راكبين ولغير ما يأمرنا به ناكبين فحضر الأمير منكورس وترجل ولثم الأرض وقبل تقدم وصافح السلطان ولثم يمينه بعد أ عفر بقدم جبينه ثم أحضر أسارى من الفرنج والنصارى كأنهم سكارى وما هم بسكارى مشدودين في الحبال ممدودين بالخبال معروضين على الردى مقبوضين من العدى ببسط ايدي الهدى فأمر بفتح أغلاقهم وضرب أعناقهم وأن يتولى ذلك أهل