@ 74 @ فضل الله ولطفه ووعده بتطهير أهل البيت لامتدت إليهم أيدي السفلة من الفسقة فأي حجة تبقى لك بعد هذا وأي كلام لك بين الرجال يا هذا ثم جاءك عمك أيضا بما سلف من الحجج فوجد أهلها في لطف الله سبحانه وهم يحرسون أولادهم وديارهم من اليد العادية فأنقذهم الله به أيضا فبايعوا عمك بما سلف من الحجج واطمأنوا وسكنوا ثم هربت للجبل عند صاحبه فصرتما في نهب أموال الرعية وسفك دمائهم وأكثر ما صفا لك من ذلك أهل الذمة المصغرون بحكم القرآن الداخلون تحت عهد سيد الثقلين في الأمن والأمان فأنت وهم في استيلائك عليهم وظلمك إياهما كما قيل .
( إن هو مستوليا على أحد % إلا على أضعف المجانين ) .
ولم تبال بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنا خصيم من ظلم ذميا يوم القيامة ثم خربت العامر وأفسدت ما شيدت الأسلاف للإسلام من المآثر فلما رأى أهل السوس الأقصى ذلك أيقنوا أنك إنما قصدت خراب الإسلام وأهله فنكب عنك أهل الدين والعلم منهم وبقيت كما قيل في خلف كجلد الأجرب .
فإن قلت إن أولئك الخلف لم يبايعوا عمك فتنقض بهم ما قررناه قلنا لم يطعن في خلافة أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من تخلف عنها من أهل الشام وفيهم من قد علمت من الناس والإجماع على صحة بيعته وسمي من تخلف عنها باغيا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار تقتلك الفئة الباغية فقتله أصحاب معاوية رضي الله عنه والحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم والقاعدة أن ما اجتمع عليه من يعتبر من أهل العصر الواحد هو المعول عليه ولا يعد خلاف من خالفه خلافا وهذا كله بالنظر إلى ما كان من حديثك قبل التحزب مع عدو الدين والأخذ