@ 36 @ المشاورة ويقول لا سيما في حق الملوك وينشد قول المتنبي .
( ومن جهلت نفسه قدره % رأى غيره منه ما لا يرى ) .
وكان يقول ينبغي للملك أن يكون طويل الأمل فإن طول الأمل وإن كان لا يحسن من غيره فهو منه صالح لأن الرعية تصلح بطول أمله وكان يقول من طول أمله أخذ تلمسان وسبتة وغيرهما انتهى .
وقوله إنه كان يحفظ ديوان المتنبي سببه ما ذكره في الدوحة قال أخبرني الوزير المعظم أبو عبد الله محمد بن الأمير أبي محمد عبد القادر بن السلطان أبي عبد الله محمد الشيخ الشريف قال لما غدرت قبيلة المنابهة بجد السلطان المذكور وأنجاه الله من غدرتهم عرف الشيخ أبا محمد عبد الله ابن عمر بذلك فكتب إليه يقول أين أنت من قول أبي الطيب المتنبي .
( غاض الوفاء فما تلقاه في عدة % وأعوز الصدق في الإخبار والقسم ) .
قال فعكف السلطان المذكور على ديوان المتنبي حتى حفظه كله ولم يعزب عنه بيت واحد اه وابن عمر المذكور هو أحد أشياخ السلطان المذكور وهو أبو محمد عبد الله بن عمر المضغري الفقيه الفرضي الحاسب فقيه درعة وعالمها وكان قد وفد على السلطان المذكور أيام كونه بالسوس ولما عاد إلى درعة سأله فقهاؤنا كيف وجدت أهل السوس فقال وجدت فقهاءهم على ضعيف الفتاوي وفقراءهم على عظيم الدعاوي وعامتهم على كثير المساوي .
ومن أشياخ السلطان المذكور الإمام الشهير شيخ الجماعة بالصقع السوسي أبو الحسن علي بن عثمان الثاملي ذكره في المنتقى وأثنى عليه ومن أشياخه علامة فاس ومحققها أبو عبد الله محمد بن أحمد اليستني أخذ عنه علوما منها التفسير قال المنجور وكنت أنا قارئه بين يدي أمير المؤمنين أبي عبد الله الشيخ المذكور وكان شديد المحبة له قال ولما