@ 10 @ .
وقال في نشر المثاني كان السبب في قيام الشرفاء الزيدانيين واستبدادهم بملك المغرب أن الحرب نشبت بين النصارى وأهل السوس ودامت وكان بنو وطاس يمدون أهل السوس بالمال والعدد فاتفق أن خرج الشريفان محمد الشيخ وأخوه أحمد الأعرج للجهاد مع أهل السوس فظهر مكانهما في الجهاد فلما وفدا على الوطاسي تلقاهما بالرحب وأقبل عليهما لأجل قيامهما بالجهاد وأعطاهما عدة وخيولا كثيرة فرجعا إلى جهادهما ثم عادا إليه مرة أخرى فأعطاهما مثل ذلك وكانت لهما وقائع في النصارى ونكاية وظهور وصارا يكتبان إلى القبائل فيساعدونهما على ذلك حتى اجتمعت عليهم جموع عديدة فحينئذ خلعا طاعة الوطاسي ودعوا لأنفسهما اه .
قال منويل وكان أكثر شهرة أمرهم بالسوس الأقصى ودرعة وأعمالهما وصاروا يرفعون إليهم زكواتهم وأعشارهم ثم بايعوهم ونهض هؤلاء الأشراف إلى تارودانت فاستولوا عليها وحصنوها ثم زحفوا إلى آكادير لحرب البرتغال فقاتلوه مدة ولم يفتح لهم وكانوا يشيعون أنهم لا قصد لهم إلا في الجهاد ومحاربة عدو الدين ومن هو سلم له من المسلمين إذ لم يتأت لهم إذ ذاك التصريح بخلع السلطان .
وفي سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة تجاوزوا جبل درن إلى بلاد حاحة والشياظمة ثم دخلوا بسيطة عبدة وكان بآسفي رجل تنصر اسمه يحيى بن تافوت احتمى بالبرتغال من السلطان وكان معروفا بالشجاعة واتصل خبره بطاغية البرتغال منويل فولاه على النصارى وعلى أتباعه من المسلمين تأليفا له .
ولما زحف الأشراف إلى بلاد عبدة كان بينهم وبين يحيى المذكور ونصاراه معركتان شديدتان كان الظهور فيهما ليحيى لكن أبو العباس أحمد الأعرج تدارك أمره فورا وجمع عسكرا آخر وخطبهم ووعظهم وزحف إلى يحيى المذكور ففضه وفض نصاراه إلى أن انجحروا بآسفي وأغلقوه عليهم وأتيح لأحمد عليهم ما لم يتقدم لغيره فيهم فبذلك تأتى له أن يتناول ملك المغرب