@ 159 @ والله لا ألقى الله بشهادة أربعين رجلا من عدول المسلمين لأجل سلطانك اذهب وقل له إني لا أوافق على ذلك ولا أرضاه فرجع الحاجب إلى السلطان وأخبره بما قال الشيخ فرجع السلطان عما عزم إليه .
ونظير هذا ما اتفق له معه أيضا وهو أن الناس خرجوا يوم العيد للصلاة فانتظروا السلطان فأبطأ عليهم ولم يأت إلى خروج وقت الصلاة وحينئذ أقبل السلطان أبو العباس في أبهته فلما انتهى إلى المصلى نظر الشيخ أبو مالك فرأى أن الوقت قد فات فرقي المنبر وقال معشر المسلمين أعظم الله أجركم في صلاة العيد فقد عادت ظهرا ثم أمر المؤذن فأذن وأقام الصلاة فتقدم الشيخ أبو مالك وصلى الناس الظهر فخجل السلطان أبو العباس واعترف بخطيئته رحم الله الجميع $ الخبر عن الدولة الثانية للسلطان أبي حسون الوطاسي رحمه الله $ .
لما دخل السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ السعدي إلى فاس سنة ست وخمسين وتسعمائة وقبض على بني وطاس بها حسبما تقدم فر أبو حسون هذا إلى ثغر الجزائر حقنا لدمه ومستجيشا لتركها ومستجيشا على السعدي وكان الترك قد استولوا على المغرب الأوسط وانتزعوه من يد بني زيان كما سيأتي