@ 148 @ أخو السلطان المذكور ولما رأى أبو العباس السعدي ما لا قبل له به تحصن بمراكش وشحن أسوارها بالرماة فتقدم السلطان أبو عبد الله ونصب الأنفاض على مراكش ودام الحصار عليها أياما فيحكى أنه قيل للشيخ أبي محمد الغزواني وكان قد استوطن مراكش يومئذ أن أهل مراكش سئموا الحصار فركب الشيخ في جماعة من أصحابه وخرج من باب فاس المعروف اليوم بباب الخميس فوجد رماة السلطان أبي عبد الله يرمون من علا الأسوار من أهل البلد فوقف الشيخ ينظر فجاءت رصاصة ضربت صدره وخرقت الجبة التي عليه والتصقت بلحمه كأنها وقعت في صخرة صماء فقبض عليها بيده وقال هذه خاتمة حربهم ثم رجع إلى منزله فوردت الأنباء على السلطان أبي عبد الله في تلك الليلة بأن بني عمه قد قاموا عليه بفاس ونبذوا دعوته فأصبح من الغد راحلا إلى فاس وظهر مصداق ما قال الشيخ الغزواني ولم يعد لبني وطاس وصول بعدها إلى مراكش ولا إلى أعمالها والله تعالى أعلم $ ذكر وزراء السلطان أبي عبد الله وما قيل فيهم $ .
كان من جملة وزرائه ابن عمه المسعود بن الناصر وهو الذي زحف معه إلى مراكش على ما في النزهة وكان من جملة وزرائه القائمين بأمره أخوه الناصر بن محمد الشيخ المعروف عند عامة فاس بأبي علاقة وبالكديد على ما مر قال في الجذوة لقب بذلك لكثرة سفكه الدماء وإقدامه عليه فكان يقتل الناس ويجزرهم كثيرا وكذا بمكناسة أيام وزارته بها كذا حدث غير واحد ممن أدركه ورآه وتوفي الوزير المذكور سنة ثلاثين وتسعمائة $ وفاة السلطان أبي عبد الله رحمه الله $ .
كانت وفاة السلطان أبي عبد الله البرتغالي سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة على ما في الجذوة ويؤخذ من النزهة أنها كانت سنة اثنتين وثلاثين بعدها والله أعلم وولي الأمر من بعده أخوه أبو حسون بولاية عهده إليه