@ 145 @ على الدولة عاقبة أمره وأغراه به مع ذلك الفقيه ابن عبد الكبير البادسي السفياني الأصل وكان هذا الفقيه يصحب الولاة والعمال ويخرج في بعوثهم قاضيا فكثرت سعايته بالشيخ حتى وقر ذلك في نفس السلطان فبعث إ ليه فحضر وأمر بالقبض عليه بالموضع المعروف بتاجناوت وجعله في سلسلة وبعث به إلى فاس وتقدم في شأنه إلى ابن شقرون صاحب شرطته بقصبة فاس القديم وكان الشيخ ابن غازي قد مرض في هذه الغزوة وأمر السلطان بحمله إلى منزله من فاس فلما وصل إلى قرب عقبة المساجين اشتد به الحال وأمر أصحابه أن يريحوا به هنالك فبينما هو كذلك إذ مر به الشيخ الغزواني في سلسلته فسأل الموكلين به أن يعوجوا به على الشيخ ابن غازي كي يعوده ويؤدي حقه فلما وقف عليه طلب ابن غازي منه الدعاء فدعا له بخير وانصرف فلما غاب عنه قال ابن غازي لأصحابه احفظوا وصيتي فإني راحل عنكم إلى الله تعالى بلا شك قالوا له يا سيدي ما عندك باس فقال إن الله وعدني أن لا يقبض روحي حتى يريني وليا من أوليائه وقد أرانيه الساعة فدلني ذلك على انقضاء الأجل فحملوه من حينه إلى منزله فكان آخر العهد به هكذا ساق هذا الخبر صاحب الدوحة في ترجمتي الشيخين المذكورين .
وكانت وفاة ابن غازي أواخر جمادى الأولى سنة تسع عشرة وتسعمائة وقال صاحب المرآة عن بعض شيوخه بعد أن ذكر سعاية ابن عبد الكبير بالشيخ الغزواني ما نصه فتحرك الشيخ الغزواني لزيارة ضريح الشيخ أبي سلهام فعرض له العروسي قائد القصر الكبير وناوله كتاب السلطان يأمره فيه بقدوم الشيخ إلى فاس دار الملك إذ ذاك فقال له الشيخ طاعة السلطان واجبة وقال للزائرين معه بلغت النية فتوجه الشيخ إلى فاس من ذلك المكان وكلما بات في منزل ذهبت جماعة من الذين معه فلم يصل معه إلا القليل وكان الشيخ أبو البقاء عبد الوارث اليالصوتي إذ ذاك ساكنا بفاس