@ 137 @ ما ناله من أبي المهاجر فاعتذر إليه ووعده برده إلى عمله ثم ولاه ابنه يزيد على المغرب سنة اثنتين وستين .
وذكر الواقدي أن عقبة ولي المغرب سنة ست وأربعين فاختط القيروان ثم عزله يزيد سنة اثنتين وستين بأبي المهاجر فحينئذ قبض على عقبة وضيق عليه فكتب إليه يزيد يأمره ببعثه فبعثه إليه ثم أعاده واليا على إفريقية والله أعلم $ ولاية عقبة بن نافع الثانية وفتحه المغرب الأقصى ومقتله $ .
لما توفي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وولي بعده ابنه يزيد بعث عقبة بن نافع واليا على المغرب فقدمه في التاريخ المتقدم واعتقل ابا المهاجر وخرب مدينته وعمر القيروان وعزم على الجهاد فاستخلف زهير بن قيس البلوي على القيروان ويقال ولاه على مقدمة جيشه وخرج في جيش كثيف ففتح حصن لميس ومدينة باغانة المطل عليها جبل أوراس وفتح بلاد الجريد فتحا ثانيا وصالح أهل فزان وسار إلى الزاب وتاهرت فشتت جموع البربر ومن انضم إليهم من الفرنج ثم تقدم إلى المغرب الأقصى فأثخن في أهله إلى إن وصل إلى البحر المحيط فكان عقبة رحمه الله أول أمير المسلمين وطئت خيله المغرب الأقصى .
وقال ابن خلدون قدم عقبة بن نافع المغرب في ولايته الثانية سنة اثنتين وستين فاضطغن على كسيلة صحبته لأبي المهاجر ونكبه وتقدم أبو المهاجر إلى عقبة في اصطناعه فلم يقبل ثم زحف إلى المغرب وعلى مقدمته زهير بن قيس البلوي فدوخه ولقي ملوك البربر ومن انضم إليهم من الفرنجة بالزاب وتاهرت فهزمهم واستباحهم وأذعن له يليان أمير غمارة ولاطفه وهاداه ودله على عورات البربر وراءه بمدينة وليلى وبلاد المصامدة والسوس