@ 80 @ خرج عليه أخوه يوسف بن أبي حمو واتصل بأحياء بني عامر بن زغبة وعزم على الإجلاب عليه بهم فسرب أبو زيان فيهم الأموال فقتلوه وبعثوا إليه برأسه فسكنت أحوال تلمسان وذهبت الفتنة بذهاب يوسف واستقامت أمور دولة السلطان أبي فارس قاله ابن خلدون وهو آخر ما ورخه عن دولة المغرب .
واعلم أن ما نسوقه بعد هذا من الأخبار عن هذه الدولة المرينية لم يسمح لنا الوقت بالوقوف عليه في تأليف يخصها أو موضوع يقص أخبارها نسقا وينصها وإنما تتبعنا ما أثبتناه من ذلك في مواضع ذكرت فيها بحسب التبع لا بالقصد الأول وعلى الله تعالى في الهداية إلى الصواب المعول $ بقية أخبار السلطان عبد العزيز ووفاته $ .
قالوا كان السلطان عبد العزيز بن أبي العباس رحمه الله كثير الشفقة رقيق القلب منقبضا عن الغدر متوقفا في سفك الدماء وكان فارسا عارفا بركض الخيل ويحسن قرض الشعر ويحب سماعه فمن نظمه وقد نزل المطر يشكر الله تعالى عليه قوله .
( الله يلطف بالعباد فواجب % أن يشكروا في كل حال نعمته ) .
( فهو الذي فيهم ينزل غيثه % من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) .
توفي رحمه الله يوم السبت ثامن صفر سنة تسع وتسعين وسبعمائة ودفن مع أبيه بالقلة فكانت دولته ثلاث سنين وشهرا ومن وزرائه صالح بن حمو الياباني ويحيى بن علال بن آمصمود الهسكوري ومن كتابه يحيى بن الحسن ابن أبي دلامة ومن قضاته عبد الحليم بن أبي إسحاق اليزناسني رحمهم الله تعالى بمنه