@ 73 @ ثم سرح ابن الأحمر السلطان أبي العباس من اعتقاله وبعثه إلى المغرب لطلب ملكه وللتشغيب على ابن ماساي الجاحد لإحسانه فعبر السلطان أبو العباس البحر إلى المغرب فاحتل سبتة واستولى عليها ثم تقدم إلى فاس فحاصرها وضيق على ابن ماساي وسلطانه الواثق بالله وأهرع الناس إلى الدخول في طاعته حتى من مراكش فاستمر الحصار على فاس الجديد ثلاثة أشهر ثم أذعن الوزير مسعود للطاعة على شرط أن يبقى وزيرا ويغرب سلطانه إلى الأندلس فأجيب وخلع الواثق بالله ثم خرج إلى السلطان أبي العباس فبايعه وتقدم أمامه فدخل داخل ملكه يوم الخميس خامس رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة ولحين دخوله قبض على الواثق بالله فقيده وبعث به إلى طنجة فقتل بها بعد ذلك وسنه يوم قتل ثمان وثلاثون سنة وبها قبر .
ومن وزرائه يعيش بن علي بن فارس الياباني ومسعود بن رحو بن ماساي ومن كتابه منصور بن أحمد بن محمد التميمي وأبو يحيى محمد ابن محمد بن أبي القاسم بن أبي مدين ومن قضاته أبو يحيى محمد بن محمد السكاك رحمهم الله تعالى بمنه $ الخبر عن الدولة الثانية للسلطان أبي العباس بن أبي سالم بن أبي الحسن $ .
لما دخل السلطان أبو العباس حضرة فاس الجديد في التاريخ المتقدم بويع البيعة العامة في اليوم الثالث من دخوله وهو يوم السبت السابع من رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة لمضي ثلاث سنين وخمسة أشهر وستة أيام من خلعه .
ولما ملك أمر نفسه قبض على الوزير ابن ماساي وعلى إخوته وحاشيته وامتحنهم امتحانا بليغا فهلكوا من العذاب ثم سلط على مسعود من العذاب