@ 63 @ انتقمتم منه وهو عندكم وأنتم عالمون بما كان عليه وأما أنا فلا يخلص إليه بذلك أحد ما كان في جواري ثم وفر الجراية والإقطاع له ولبنيه ولمن جاء من فرسان الأندلس في جملته .
ثم لما مات السلطان عبد العزيز رحمه الله وولي ابنه أبو زيان وقام بأمره الوزير أبو بكر ابن غازي عاود ابن الأحمر الكلام في شأن ابن الخطيب وبعث بهدية أخرى إلى الوزير المذكور وطلب منه إسلامه إليه فأبى الوزير وأساء الرد وعادت رسل ابن الأحمر إليه مخفقين وقد رهبوا سطوته فعند ذلك عمد ابن الأحمر إلى الأمير عبد الرحمن بن أبي يفلوسن وكان عنده بالأندلس فأطمعه في ملك المغرب وأركبه البحر فقذف به بساحل بطوية من بلاد الريف تشغيبا على الوزير أبي بكر بن غازي كما مر ثم ثاب له رأي آخر فأغرى محمد بن عثمان بن الكاس وهو ابن عم أبي بكر بن غازي المذكور وكان يومئذ بسبتة قائما على ثغرها فداخله في البيعة لأبي العباس ابن أبي سالم وكان يومئذ بسبتة محتاطا عليه في جملة من القرابة والتزم أن يمده بالمال والرجال حتى يتم أمره لكن بشرط أن ينزل له عن جبل طارق ويبعث له بالقرابة الذين هم بطنجة ليكونوا تحت يده ويسلم إليه ابن الخطيب متى قدر عليه فكان الأمر كذلك فإن السلطان أبا العباس لما استولى على الأمر نزل لابن الأحمر عن جبل طارق فمحا دعوة بني مرين من وراء البحر ثم ملك بعد ذلك سبتة فاستولى عليها وبعث إليه بالقرابة المذكورين فأوسع لهم جنابه بغرناطة ثم قبض السلطان أبو العباس ووزيره محمد بن عثمان على ابن الخطيب وطيروا بالأعلام لابن الأحمر فحينئذ بعث وزيره أبا عبد الله بن زمرك وكان من تلاميذه ابن الخطيب وبه تخرج فقدم على السلطان أبي العباس وأحضروا ابن الخطيب بالمشور في مجلس الخاصة وأهل الشورى من الفقهاء وعرضوا عليه بعض كلمات وقعت له في بعض كتبه فعظم عليه النكير فيها فوبخ ونكل وامتحن بالعذاب بمشهد ذلك