@ 50 @ $ وفادة ابن محمد الهنتاتي على السلطان أبي زيان بن أبي عبد الرحمن رحمهما الله $ .
كان الوزير عمر بن عبد الله الياباني مودة ومصافاة مع الرئيس الشهير أبي ثابت عامر بن محمد الهنتاتي كبير جبل درن والبلاد المراكشية وكان الوزير عمر المذكور قد بعث إليه بصهره وظهيره على الملك مسعود بن عبد الرحمن ابن ماساي يكون عنده عدة وعتادا ليوم ما فلما بويع السلطان أبو زيان استقدم عمر بن عبد الله صهره المذكور لوزارته وكان عامر بن محمد مجمعا القدوم على السلطان المذكور فقدم في صحبته مسعود ونزلا من الدولة بخير منزل .
وعقد السلطان أبو زيان لمسعود المذكور على وزارته بإشارة الوزير عمر بن عبد الله فاضطلع بها ودفعه عمر إليها استمالة اليد وثقة بمكانه واستظهارا بعصبيته وعقد مع عامر بن محمد الحلف على مقاسمة المغرب شق الأبلمة وجعل إمارة مراكش لأبي الفضل ابن السلطان أبي سالم إسعافا لغرض عامر بن محمد في ذلك .
وخطب إليهم عامر بنت السلطان أبي بكر الحفصي التي توفى عنها السلطان أبو عنان فأجابوه وحملوا أولياءها على العقد عليها وانكفأ راجعا إلى مكان عمله بمراكش يجر الدنيا وراءه عزا وثروة وتابعا وذلك في جمادى الأولى من سنة ثلاث وستين وسبعمائة فاستقل بأمر الناحية الغربية من مراكش وجبال المصامدة وما إليها من الأعمال واستبد بها ونصب أبا الفضل ابن السلطان أبي سالم صورة واستوزر له وتمكن سلطانه وعلا ذكره وصارت كأنها دولة مستقلة فصرف إليه النازعون من بني مرين عن