@ 44 @ .
ثم إن الوزير عمر بن عبد الله راجع بصيرته في تقديم المعتوه للأمر وعلم أن الأمر لا يستقيم له بذلك فبادر باستقدام أبي زيان محمد بن أبي عبد الرحمن يعقوب ابن السلطان أبي الحسن وكان عند الطاغية بدار الحرب فقدم وخلع الوزير المذكور سلطانه الموسوس يوم الاثنين الحادي والعشرين من صفر سنة ثلاث وستين وسبعمائة فكانت دولته ثلاثة أشهر ويومين ومات وسنه ستون سنة والله تعالى أعلم $ الخبر عن دولة السلطان المتوكل على الله أبي زيان محمد بن أبي عبد الرحمن يعقوب بن أبي الحسن المريني $ .
هذا السلطان كان محجوبا للوزير عمر بن عبد الله أيضا كنيته أبو زيان لقبه المتوكل على الله أمه أم ولد اسمها فضة صفته آدم اللون شديد الأدمة معتدل القامة منفرج الأنف دقيق العينين .
وقال ابن الخطيب في الإحاطة حاله فاضل سكون منقاد مشتغل بخاصة نفسه قليل الكلام حسن الشكل درب بركض الخيل مفوض للوزراء عظيم التأني لأغراضهم وكان قبل ولايته عند الطاغية بالأندلس فر إليه خوفا على نفسه ولما التبست الأمور على عمر بن عبد الله طلبه إلى الطاغية فسمح به بعد اشتراط واشتطاط وفصل من إشبيلية في المحرم فاتح سنة ثلاث وستين وسبعمائة ونزل بسبته وبها سعيد بن عثمان من قرابة الوزير عمر بن عبد الله أرصده لقومه فطير إليه بالخبر فحينئذ خلع عمر تاشفين الموسوس وبعث إلى السلطان أبي زيان بالبيعة والآلة والفساطيط ثم جهز عسكرا للقائه فتلقوه بطنجة وأغذ السير إلى الحضرة فنزل منتصف