@ 19 @ .
( وارت عليا عند ما عظم الردى % والروع بالأسماع والأبصار ) .
( وتخاذل الجيش اللهام وأصبح % الأبطال بين تقاعد وفرار ) .
( كفرت صنائعه فيمم دارها % مستظهرا منها بعز جوار ) .
( وأقام بين ظهورها لا يتقي % وقع الردى وقد ارتمى بشرار ) .
( فكأنها الأنصار لما أن سمت % فيما تقدم غربة المختار ) .
( لما غدا لحظا وهم أجفانه % نابت شفارهم عن الأشفار ) .
( حتى دعاه الله بين بيوتهم % فأجاب ممتثلا لأمر الباري ) .
( لو كان يمنع من قضاء الله ما % خلصت إليه نوافذ الأقدار ) .
( قد كان يأمل أن يكافئ بعض ما % أولوه لولا قاطع الأعمار ) .
( ما كان يقنعه لو امتد المدى % إلا القيام بحقها من دار ) .
( فيعيد ذاك الماء ذائب فضة % ويعيد ذاك الترب ذوب نضار ) .
( حتى تفوز على النوى أوطانها % من ملكه بجلائل الأوطار ) .
( حتى يلوح على وجوه وجوههم % أثر العناية ساطع الأنوار ) .
( ويسوغ الأمل القصي كرامها % من غير ما ثنيا ولا استعصار ) .
( ما كان يرضى الشمس أو بدر الدجا % عن درهم فيهم ولا دينار ) .
( أو أن يتوج أو يقلد هامها % ونحورها بأهلة ودراري ) .
( حق على المولى ابنه إيثار ما % بذلوه من نصر ومن إيثار ) .
( فلمثلها ذخر الجزاء ومثله % من لا يضيع صنائع الأحرار ) .
( وهو الذي يقضي الديون وبره % يرضيه في علن وفي أسرار ) .
( حتى تحج محلة رفعوا بها % علم الوفاء لأعين النظار ) .
( فيصير منها البيت بيتا ثانيا % للطائفين إليه أي بدار ) .
( تغني قلوب القوم عن هدى به % ودموعهم تكفي لرمي جمار ) .
( حييت من دار تكفل سعيها المحمود % بالزلفى وعقبى الدار ) .
( وضفت عليك من الإله عناية % ما كر ليل فيك أثر نهار ) .
ويعني بالمولى ابنه السلطان أبا سالم بن أبي الحسن ثم سار ابن الخطيب إلى أغمات فزار مشاهدها وشاهد معاهدها فحكى عن نفسه رحمه الله