@ 5 @ الوزير حسن بن عمر خبر تلمسان واستيلاء أبي حمو عليها جمع شيوخ بني مرين وأخبرهم بالنهوض إليها فأبوا عليه من النهوض بنفسه وأشاروا بتجهيز العساكر ووعدوه من أنفسهم المسير كافة ففتح ديوان العطاء وفرق الأموال وأسنى الصلات وأزاح العلل وعسكر بساحة البلد الجديد ثم عقد عليهم لمسعود بن عبد الرحمن بن ماساي وحمل معه المال وأعطاه الآلة وسار في العساكر والألوية ولما اتصل خبر مسيره بأبي حمو أفرج له عن تلمسان ودخلها مسعود في ربيع الثاني من السنة المذكورة فاستولى عليها وخرج أبو حمو إلى الصحراء إلى أن كان ما نذكره $ ظهور منصور بن سليمان وبيعة مسعود ابن عبد الرحمن له وما نشأ عن ذلك $ .
منصور هذا هو منصور بن سليمان بن منصور بن عبد الواحد بن يعقوب ابن عبد الحق وكان الناس يرجفون بأن ملك المغرب سائر إليه بعد وفاة أبي عنان وشاع ذلك على ألسنة الناس حتى تحدث به السمر والندمان وخشي منصور على نفسه من ذلك فجاء إلى الوزير حسن بن عمر وشكا إليه ذلك فنهاه أن يختلج بفكرة هذا الوسواس وانتهره انتهارا خلا عن وجه السياسة فانزجر واستكان قال ابن خلدون ولقد شهدت هذا الموطن فرحمت ذلة انكساره وخضوعه في موقفه ثم لما نهض مسعود بن عبد الرحمن إلى تلمسان واستولى عليها كان منصور هذا في جملته ولما فر أبو حمو إلى الصحراء اجتمعت عليه جموع العرب من بني زغبة وبني معقل ثم خالفوا بني مرين إلى المغرب واحتلوا بانكاد بحللهم وظواعنهم فجهز إليهم مسعود بن عبد الرحمن عسكرا من جنوده انتقى فيه مشيخة بني مرين وأمراءهم وعقد عليهم لابن عمه عامر بن عبد الله بن ماساي وسرحه فزحف إلى العرب بساحة وجدة فصدقه العرب القتال فانكشفت بنو مرين واستبيح معسكرهم واستلبت مشيختهم وأرجلوا عن خيولهم ودخلوا إلى وجدة عراة وبلغ الخبر