@ 204 @ ميمون بن علي وقدمه على أولاد محمد من الذواودة وأحله بمكانه من رياسة البدو فنزع إليه عن أخيه يعقوب الكثير من قومه وتمسك بطاعة السلطان أيضا طوائف من أولاد سباع بن يحيى فانحاشوا جميعا للوزير ونزلوا بحللهم على معسكره .
ثم ارتحل السلطان ابو عنان من فاس حتى احتل بتلمسان فأقام بها لمشارفة أحوال الوزير المذكور واحتل الوزير بوطن قسنطينة وبعث إلى عامل بسكرة والزاب يوسف بن مزني بأن تكون يده معه وأن يفاوضه في أحوال الذواودة لرسوخه في معرفتها فارتحل إليه من بسكرة ونازلوا جبل أوراين واقتضوا جبايته ومغارمه وشردوا المخالفين من الذواودة عن العيث في الوطن فتم غرضهم من ذلك وانتهى الوزير وعساكر السلطان إلى أول أوطان إفريقية من آخر مجالات رياح وانكفأ راجعا إلى المغرب فوافى السلطان أبا عنان بتلمسان ووصلت معه وفود العرب الذين أبلوا في الخدمة فوصلهم السلطان وخلع عليهم وحملهم وفرض لهم في العطاء بالزاب وكتب لهم بذلك وانقلبوا إلى أهليهم فرحين مغتبطين ووفد على اثرهم أحمد بن يوسف بن مزني اوفده أبوه بهدية إلى السلطان من الخيل والرقيق والدرق فتقبلها السلطان وأكرم وفادته ثم استصحبه إلى فاس ليريه أحوال كرامته وليستبلغ في الاحتفاء به واحتل بدار ملكه منتصف ذي القعدة من سنة تسع وخمسين وسبعمائة $ وفاة السلطان أبي عنان رحمه الله $ .
لما وصل السلطان أبو عنان إلى دار ملكه بفاس احتل بها بين يدي العيد الأكبر حتى إذا قضى الصلاة من يوم الأضحى أدركه المرض بالمصلى وأعجله طائف الوجع عن الجلوس للناس يوم العيد على العادة فدخل قصره ولزم فراشه