@ 201 @ قدره فتحركت همة السلطان أبي عنان لزيارته والإقتباس مما يفتح الله به من وعظه وإشارته فارتحل سنة سبع وخمسين وسبعمائة إلى سلا فقدمها وحرص على الإجتماع بالشيخ المذكور ووقف ببابه مرارا فلم يأذن له وترصده يوم الجمعة بعد الصلاة ولما انفض الناس تبعه على قدميه والناس ينظرون إليه وهو لا يراه فقال السلطان عند ذلك لقد منعنا من هذا الولي ثم أرسل إليه ولده راغبا ومستعطفا فأجابه بما قطع رجاءه من لقائه غير أنه كتب إليه كتابا وعظه فيه وذكره فسر السلطان أبو عنان بذلك الكتاب وحزن لما فاته من الإجتماع بالشيخ وقد ذكر الفقيه العلامة البركة أبو العباس أحمد بن عاشر بن عبد الرحمن السلاوي المدعو بالحافي في كتابه تحفة الزائر في مناقب الشيخ ابن عاشر نص هذا الكتاب ولم يحضرني الآن فانظره فيه وبالله تعالى التوفيق $ غزوة السلطان أبي عنان إفريقية وفتح قسنطينة ثم فتح تونس بعدها $ .
لما كان أيام التشريق من سنة سبع وخمسين وسبعمائة اعتزم السلطان أبو عنان على النهوض إلى إفريقية واضطرب معسكره بساحة فاس الجديد وبعث في الحشد إلى مراكش وأوعز إلى بني مرين بأخذ الأهبه للسفر وجلس للعطاء وعرض الجنود من لدن عزمه على النهوض إلى شهر ربيع الأول من سنة ثمان وخمسين بعدها ثم ارتحل من فاس وسرح في مقدمته وزيره فارس بن ميمون في العساكر وسار هو في ساقته على التعبية إلى أن احتل ببجاية وتلوم لإزاحة العلل ثم نازل الوزير قسنطينة وجاء السلطان على أثره ولما أطلت راياته وماجت الأرض بجنوده ذعر أهل البلد وألقوا بأيديهم إلى الأذعان وانفضوا من حول سلطانهم أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر الحفصي وجاؤوا مهطعين إلى السلطان أبي عنان وتحيز الحفصي في خاصته إلى القصبة ثم طلبوا الأمان من السلطان أبي عنان فبذله لهم وخرجوا وأنزلهم بمعسكره أياما ثم بعث بأبي العباس في