@ 189 @ ونؤمل من إمداده ونرتقب من جهاده وقتا يكفل به الدين ويكفى وتروى غلل النفوس وتشفى وإلى هذا وصل الله سعدكم ووالى نصركم وعضدكم فإنا من لدن صدر عن أخيكم أبي الفضل ما صدر من الانقياد لخدع الآمال والاغترار بموارد الآل وقال رأيه في اقتحام الأهوال وتورط في هفوة حار فيها حيرة أهل الكلام في الأحوال وناصب من أمركم السعيد جبلا قضى الله له بالاستقرار والاستقلال ومن ذا يزاحم الأطواد ويزحزح الجبال وأخلف الظن منا في وفائه وأضمر عملا استأثر عنا بإخفائه واستعان من عدو الدين بمعين فلا ورى لمن استنصر به زند ولا خفق لمن تولاه بالنصر بند وإن الطاغية أعانه وأنجده ورأى أنه سهم على المسلمين سدده وعضب للفتنة جرده فسخر له الفلك وأمل أن يستخدمه بسبب ذلك الملك فأورده الهلك والظلم الحلك علمنا أن طرف سعادته كاب وسحائب آماله غير ذات انسكاب وقدم عزته لم يستقر من السداد في غرز ركاب فإن نجاح أعمال النفوس مرتبط بنياتها وغايات الأمور تظهر في بداياتها وعوائد الله تعالى فيمن نازع قدرته لا تجهل ومن غالب أمر الله خاب منه المعول فبينما نحن ترنقب خسار تلك الصفقة المعقودة وخمود تلك الشعلة الموقودة وصلنا كتابكم يشرح الصدور ويشرح الأخبار ويهدي طرف المسرات على أكف الاستبشار ويعرب بلسان حال المسارعة والابتدار عن الود الواضح وضوح النهار والتحقق بخلوصنا الذي يعلمه عالم الأسرار فأعاد في الإفادة وأبدأ وأسدى من الفضائل الجلائل ما أسدى فعلم منه مآل من رام يقدح زند الشتات من بعد الالتئام ويثير عجاجة المنازعة من بعد ركوب القتام هيهات تلك قلادة الله تعالى التي ما كان ليتركها بغير نظام ولم يدر أنكم نصبتم له من الحزم حبالة لا يفلتها قنيص سددتم له من السعد سهما ما له عنه من محيص بما كان من إرسال جوارح الأسطول السعيد في مطاره حائلا بينه وبين أوطاره فما كان إلا التسمية والإرسال ثم الإمساك والقتال ثم الاقتيات والاستعمال فيا له من زجر استنطق لسان الوجود مجدله واستنصر البحر فخذله وصارع القدر فجدله لما جد له وإن خدامكم استولوا على ما كان فيه من مؤمل غاية بعيدة ومنتسب إلى نسبة غير سعيدة