@ 179 @ التوقيع عليها على طريق الاختصار وترك فضول القول ولاه السلطان أبو الربيع القضاء بفاس وشد عضده فجرى في العدل على صراط مستقيم .
وفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة توفي الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي المعروف بابن البناء الإمام المشهور في علم التعاليم والهيئة والنجوم والأزياج وغير ذلك وكان رحمه الله عز وجل معروفا باتباع السنة موسوما بطهارة الاعتقاد منعوتا بالصلاح وكان انتفاعه بصحبة الشيخ أبي زيد الهزميري رضي الله عنه .
وفي سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة في ذي القعدة منها هبت ريح شديدة بفاس ومكناسة وأحوازهما واستمر هبوبها يومين وليلتين فعاقت عن الأسفار وهدمت الدور وقلعت الأشجار .
وفي سنة ثلاث وعشرين بعدها في المحرم منها جرت العين الموالية للمشرق من عيون صنهاجة بأحواز فاس بدم عبيط من وقت العصر إلى نصف الليل ثم عادت إلى حالها وفيها كان المطر العظيم والثلج الكثير بالمغرب وعدم الفحم والحطب حتى بيع الفحم بفاس بدرهمين للرطل وفي جمادى الأولى منها احترق سوق العطارين الكبرى بفاس فجدده السلطان أبو سعيد من باب مدرسة العطارين إلى رأس عقبة الجزارين وعقد عليه هنالك بابا ضخما وأفرده للعطارين دون غيرهم .
وفي سنة أربع وعشرين وسبعمائة كانت المجاعة بالمغرب وارتفعت الأسعار في جميع البلاد فبلغ المد من القمح بفاس خمسة عشر درهما والصحفة منه تسعين دينارا وغلا الإدام وعدمت الخضر بأسرها وكسى السلطان أبو سعيد وأطعم في هذه المسغبة شيئا كثيرا ودام ذلك إلى قرب منتصف السنة بعدها وفيها في يوم الثلاثاء ثالث عشر رمضان منها نشأ خارج فاس من جهة جوفيها سحاب عظيم وظلمة شديدة ورياح عاصفة أعقب ذلك برد كثير عظيم الجرم تزن الواحدة منه ربع رطل وأقل وأكثر ونزل في خلاله مطر وابل جاءت منه السيول طامية حملت الناس والدواب وأهلكت جميع ما بجبل زالغ من الكروم والزيتون وسائر الشجر