@ 169 @ قلائد السير الحسان وما منها إلا من باح بما يخفيه من وجده وجهر بشكر الله تعالى وحمده وابتهل إليه في تيسير غرض مقامكم الشهير وتتميم قصده واستئناس نور سعده وكم مطل الانتظار بديون آمالها والمطاولة من اعتلالها وأما نحن فلا تسألوا عمن استشعر دنو حبيبه بعد طول مغيبه إنما هو صدر راجعه فؤاده وطرف ألفه رقاده وفكر ساعده مراده فلما بلغنا هذا الخبر بادرنا إلى إنجاز ما بذلنا لخديمكم المذكور من الوعد واغتنمنا ميقات هذا السعد ليصل سببه بأسبابكم ويسرع لحاقه بجنابكم فعنده خدم نرجو أن ييسر الله تعالى بحوله أسبابها ويفتح بنيتكم الصالحة أبوابها وقد شاهد من امتعاضنا لذلك المقام الذي ندين له بالتشيع الكريم الوداد ونصل له على بعد المزار ونزوح الأقطار سبب الاعتداد ما يغني عن القلم والمداد وقد القينا إليه من ذلك كله ما يلقيه إلى مقامكم الرفيع العماد وكتبنا إلى من بالسواحل من ولاتنا نحد لهم ما يكون عليه عملهم في بر من يرد عليهم من جهة أبوتكم الكرمية ذات الحقوق العظيمة والأيادي الحديثة والقديمة وهم يعملون في ذلك بحسب المراد وعلى شاكلة جميل الاعتقاد ويعلم الله تعالى أننا لو لم تعق العوائق الكبيرة والموانع الكثيرة والأعداء الذين غصت بهم في الوقت هذه الجزيرة ما قدمنا عملا على اللحاق لكم والاتصال بسببكم حتى نوفي لأبوتكم الكريمة حقها ونوضح من المسرة طرقها لكن الأعذار واضحة وضوح المثل السائر وإلى الله تعالى نبتهل في أن يوضح لكم من التيسير طريقا ويجعل لكم السعد مصباحا ورفيقا ولا يعدمكم عناية منه وتوفيقا ويتم سرورنا عن قريب بتعريف أنبائكم السارة وسعودكم الدارة فذلك منه سبحانه غاية آمالنا وفيه أعمال ضراعتنا وابتهالنا هذا ما عندنا بادرنا لإعلامكم به أسرع البدار والله تعالى يوفد علينا أكرم الأخبار بسعادة ملككم السامي المقدار وييسر ما له من الأوطار ويصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اه