@ 155 @ أيضا أخويه عبد العزيز وخالدا من خلاف فهلكا وكان الحاجب أبو محمد بن تافراجين قد حس بالشر من جهة عمر المتغلب وتوقع النكبة من جانبه فتسلل إلى قصره و أخذ ما خف من ذخيرته ولحق بالسلطان أبي الحسن وقص عليه الخبر وأغراه بتملك إفريقية وأوجب عليه النظر للمسلمين فيها وكان السلطان أبو الحسن يتمنى ذلك لولا مكان صهره أبي بكر فأقام بتحين لها الأوقات ويترقب لها الفرص حتى كانت هذه وإنما تنجع المقالة في المرء إذا صادقت هوى في القؤاد فأظهر أبوا لحسن الإمتعاض لما فعله عمر بأخيه ولي العهد من منعه من حقه أولا ثم غراقة دمه ثانيا لا سيما وقد كان أعطى خط يده بالموافقة على العهد المذكور فأجمع الحركة إلى إفريقية ولحق به خالد بن حمزة بن عمر أخو أبي الهول المقتول مع ولي العهد فاستعداه على عدوه ففتح السلطان أبوة الحسن ديوان الطعاء ونادى في الناس بالمسير إلى إفريقية وأزاح عللهم وعسكر بظاهر تلمسان ثم نهض في صفر من سنة ثمان وأربعين وسبعمائة يجر الدنيا بما حملت بعد أن عقد لابنه الأمير أبي عنان على المغرب الأوسط وعهد إليه بالنظر في أموره كافة وجعل إليه جبايته وقدمت عليه في طريقه أعراب إفريقية وولاة قابس وبلاد الجريد وأطاعته طرابلس والزاب وبجاية وصاحبها يومئذ أبو عبد الله محمد بن أبي زكرياء بن أبي بكر ولما وصل قسنطينة خرج غليه أبناء الأمير أبي عبد الله بن أبي بكر ولما وصل إلى قسنطينة خرج إليه أبناء الأمي أبي عبد الله بن أبي بكر فبايعوه فأقبل عليهم وصرفهم إلى المغرب وأنزلهم بوحدة وأقطعهم جبايتها وأنزل بقسنطينة خلفاءه وعماله وقد كان صرف أبا عبد الله صاحب بجاية إلى ندرومة فأنزله بها وأقطعه الكفاية من جبايتها ثم وفد عليه بنو حمزة بن عمر أمراء الكعوب من سليم فأخبروه بإجفال عمر المتغلب بتونس مع ظاعنة أولاد مهلهل واستحثوه في اعتراضهم قبل لحاقهم بالقفر فسرح معهم العساكر في طلبه لنظر حمو بن يحيى العسكري .
وتلوم السلطان أبو الحسن بقسنطينة وعرض جيوشه بسطح الجعاب منها ثم ارتحل على أثرهم وأغذ حمو بن يحيى السير مع ناجعة أولاد أبي الليل فلحقوا بعمر صاحب تونس بأرض الحامة من ناحية قابس فدافعوا عن