@ 118 @ أبي زرع وابن خلدون عن النسابين من البربر وحكاه أيضا البكري وغيره أنه كان لمضر بن نزار ولدان إلياس وعيلان أمهما الرباب بنت حيدة بن عمرو بن معد بن عدنان فولد عيلان بن مضر ولدين وهما قيس ودهمان ابنا عيلان أما دهمان فولده قليل وهم أهل بيت من قيس يقال لهم بنو أمامة وأما قيس بن عيلان فولد أربعة بنين وجارية وهم سعد وعمرو وخصفة أمهم مزنة بنت أسد بن ربيعة بن نزار ثم بر وأخته تماضر أمهما تمريغ بنت يجدول بن غمار بن مصمود البربري اليجدولي .
وكانت قبائل البربر إذ ذاك يسكنون الشام ويجاورون العرب في المساكن والأسواق والمساعي ويشاركونهم في المياه والمسارح والمراعي ويصاهر بعضهم بعضا وكانت البهاء بنت دهمان بن عيلان بن مضر من أجمل نساء زمانها وأكملهن ظرفا وأدبا فكثر خطابها من سائر قبائل العرب فقال بنو عمها وهم عمرو وسعد وخصفة وبر لا يتزوج ابنة عمنا إلا أحدنا ولا تخرج منا إلى غيرنا فخيروها فيمن شاءت منهم فاختارت برا وكان أصغرهم سنا وأكملهم شبابا فتزوجها دون اخوته فحسدوه عليها وهموا بقتله من أجلها وكانت أمه تمريغ من دهاة النساء فبعثت إلى أبيها دهمان وأعلمته الخبر وواطأته على الخروج بولدها إلى أرض قومها من البربر حيث تأمن عليه ثم بعثت إلى قومها فأتوها سرا فارتحلت معهم هي وولدها بر وكنتها البهاء بنت دهمان فلحقوا ببلاد البربر وهم يومئذ مستوطنون فلسطين وأكناف الشام فنزل بر على أخواله واعتز بهم وبنى بابنة عمه البهاء فولدت له هناك ولدين علوان ومادغيس ابني بر بن قيس بن عيلان فأما علوان فمات صغيرا ولم يعقب وأما مادغيس فكان يلقب الأبتر وهو أبو البتر من البربر وإليه يرفعون أنسابهم ومن ولده جميع زناته كما سيأتي ويزعمون أن تماضر أخت بر بكته بعد فرقته بشعر تقول فيه .
( لتبك كل باكية أخاها % كما أبكي على بر بن قيس ) .
( تحمل عن عشيرته فأضحى % ودون لقائه انضاء عنس )