@ 137 @ دخل ليلا وخالفوا المسلمين إلى معسكرهم وعمدوا إلى فسطاط السلطان فدافعهم عنه الناشبة الذين كانوا على حراسته فاستلحموهم لقلتهم ثم دافعهم النساء عن أنفسهم فقتلوهن كذلك وخلصوا إلى حظايا السلطان منهن عائشة بنت عمه أبي بكر بن يعقوب بن عبد الحق وفاطمة بنت السلطان أبي بكر بن أبي زكرياء الحفصي وغيرهما من حظاياه فقتلوهن واستلبوهن ومثلوا بهن وانتهبوا سائر الفسطاط وأضرموا المعسكر نارا ثم أحس المسلمون بما وراءهم في معسكرهم فاختل مصافهم وارتدوا على أعقابهم بعد أن كان تاشفين ابن السلطان أبي الحسن صمم في طائفة من قومه وحاشيته حتى خالطهم في صفوفهم فأحاطوا به وتقبضوا عليه وعظم المصاب بأسره وكان الخطب على الإسلام قلما فجع بمثله وذلك ضحوة يوم الاثنين سابع جمادى الآخرة من سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وولى السلطان أبو الحسن متحيزا إلى فئة المسلمين واستشهد كثير من الغزاة وتقدم الطاغية حتى انتهى إلى فسطاط السلطان من المحلة فأنكر قتل النساء والولدان وكان ذلك منتهى أثره ثم انكفأ راجعا إلى بلاده ولحق ابن الأحمر بغرناطة وخلص السلطان أبو الحسن إلى الجزيرة الخضراء ثم منها إلى جبل الفتح ثم ركب الأسطول إلى سبتة في ليلة غده ومحص الله المسلمين وأجزل ثوابهم $ استيلاء العدو على الجزيرة الخضراء $ .
لما رجع الطاغية من طريف استأسد على المسلمين بالأندلس وطمع في التهامهم وجمع عساكر النصرانية ونازل أولا قلعة بني سعيد ثغر غرناطة وعلى مرحلة منها وجمع الآلات والأيدي على حصارها وأخذ بمخنقها فأصابهم الجهد من العطش فنزلوا على حكمة سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وأدال الله الطيب منها بالخبيث وانصرف الطاغية إلى بلاده وكان السلطان أبو الحسن لما أجاز إلى سبتة أخذ نفسه بالعود إلى الجهاد لرجع الكرة فأرسل في المدائن حاشرين وأخرج قواده إلى سواحل المغرب لتجهيز الأساطيل فتكامل