@ 135 @ أغذو السير في اتباعه فأشار عليه الملأ بالخروج من أرضهم وعبور الوادي الذي كان تخما بين أرض المسلمين ودار الحرب ويتحيز إلى مدن المسلمين فيمتنع بها فلج في إبايته وصمم على التعريس وكان قرما ثبتا إلا أنه غير بصير بالحرب لصغر سنه فصحبتهم عساكر النصرانية في مضاجعهم قبل أن يركبوا وخالطوهم في بياتهم وأدركوا الأمير أبا مالك بالأرض قبل أن يستوي على فرسه فجدلوه واستلحموا الكثير من قومه واحتووا على المعسكر بما فيه من أموال المسلمين وأموالهم ورجعوا على اعقابهم واتصل الخبر بالسلطان أبي الحسن فتفجع لهلاك ابنه واسترحم له واحتسب عند الله أجره ثم أنفذ وزراءه إلى سواحل المغرب لتجهيز الأساطيل وفتح ديوان العطاء وعرض الجنود وأزاح عللهم واستنفر أهل المغرب كافة ثم ارتحل إلى سبتة ليباشر أحوال الجهاد وتسامعت به أمم النصرانية فاستعدوا للدفاع وأخرج الطاغية أسطوله إلى الزقاق ليمنع السلطان من الإجازة واستحث السلطان أساطيل المسلمين من مراسي المغرب وبعث إلى أصهاره الحفصيين بتجهيز أسطولهم إليه فعقدوا عليه لزيد بن فرحون قائد أسطول بجاية ووافى سبتة في ستة عشر أسطولا من أساطيل إفريقية كان فيها من طرابلس وقابس وجربة وتونس وبونة وبجاية وتوافت أساطيل المغربين بمرسى سبتة تناهز المائة وعقد السلطان عليها لمحمد بن علي العزفي الذي كان صاحب سبتة يوم فتحها أيام السلطان أبي سعيد وأمره بمناجزة أسطول النصارى بالزقاق وقد تكامل عديدهم وعدتهم فاستلأموا وتظاهروا في السلاح وزحفوا إلى أسطول النصارى وتواقفوا مليا ثم قربوا الأساطيل بعضها من بعض وقرنوها للمصاف فلم يمض إلا كلا ولا حتى هبت ريح النصر وأظفر الله المسلمين