@ 117 @ تلمسان فأنازلها وكان فيما شرط عليهم السلطان أبو سعيد مسير أبي بكر الحفصي بعساكره إلى منازلة تلمسان معه فقبلوا وانصرفوا إلى منازلهم مسرورين .
ونهض السلطان أبو سعيد إلى تلمسان سنة ثلاثين وسبعمائة ولما انتهى إلى وادي ملوية وعسكر بصبره جاءه الخبر اليقين بعود أبي بكر الحفصي إلى تونس وجلوسه على كرسيه بها فاستدعى السلطان أبو سعيد ابنه أبا زكرياء ووزيره أبا محمد بن تافراجين وأعلمهما الخبر وأسنى جوائزهم وأمرهم بالانصراف إلى صاحبهم فركبوا أساطيلهم من غساسة .
وبعث معهم إبراهيم بن أبي حاتم العزفي والقاضي بحضرته أبا عبد الله بن عبد الرزاق يخطبون بنت السلطان أبي بكر الحفصي لابنه الأمير أبي الحسن فوصلوا إلى الحفصي وأدوا الرسالة وانعقد الصهر بينهم في ابنته فاطمة شقيقة الأمير أبي زكرياء وزفها إليهم في أساطيله مع مشيخة الموحدين وكبيرهم ابي القاسم بن عتو فوصلوا إلى مرسى غساسة سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة فقام بنو مرين لها على أقدام البر والكرامة وبعثوا بالظهر إلى غساسة لركوبها وحمل أثقالها صنعت حكمات الذهب والفضة ومدت ولايا الحرير المغشاة بالذهب واحتفل السلطان أبو سعيد رحمه الله لوفدها وأعراسها بما لم يسمع بمثله في دولتهم وتحدث الناس به دهرا وهلك السلطان أبو سعيد بين يدي موصلها كما نذكر $ وفاة السلطان أبي سعيد بن يعقوب رحمه الله $ .
كان السلطان أبو سعيد رحمه الله لما بلغه الخبر بوصول العروس فاطمة بنت السلطان أبي بكر بن أبي زكرياء الحفصي سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ارتحل بنفسه إلى تازا ليشارف أحوالها كرامة لها ولأبيها وسرورا بعرس ابنه فاعتل هنالك وازداد مرضه حتى إذا أشفا على الهلكة ارتحل به ولي العهد لأمير أبو الحسن إلى الحضرة وحمله في فراشه على أكتاد الحاشية والجند