@ 102 @ التقييد على المدونة وكان رحمه الله قد شدد على أهل الفسوق والمناكر فسيق إليه ذات يوم هذا الأندلسي وهو سكران فأمر العدول فاستروحوه واشتموا منه رائحة الخمر وأدوا شهادتهم على ذلك فأمضى القاضي حكم الله فيه وجلده الحد فاضطرم الأندلسي غيظا وتعرض للوزير عبد الرحمن بن يعقوب الوطاسي ويقال له رحو باللسان الزناتي فكشف له عن ظهره يريه أثر السياط وينعي عليه سوء هذا الفعل مع رسل الدول فضجر الوزير من ذلك وأخذته العزة بالإثم ولعله كان في قلبه شيء على القاضي فأمر وزعته بإحضاره على أسوأ الحالات وعزم على البطش به فتبادروا إليه واعتصم القاضي بالمسجد الجامع ونادى في المسلمين فثارت العامة بهم ومرج أمر الناس وقامت الفتنة على ساق واتصل الخبر بالسلطان فتلافى الأمر وأحضر أصحاب الوزير فضرب أعناقهم وشرد بهم من خلفهم جزاه الله خيرا فأسرها الوزير في نفسه وداخل الحسن بن علي بن أبي الطلاق من بني عسكر بن محمد وكان من شيوخ بني مرين وأهل الشورى فيهم وداخل قائد الفرنج غنصالوا المنفرد برياسة العسكر وشوكة الجند وكان لهؤلاء الفرنج بالوزير اختصاص بحيث آثروه على السلطان فدعاهم لخلع طاعة السلطان أبي الربيع وبيعة عبد الحق بن عثمان بن محمد بن عبد الحق كبير القرابة وأسد الأعياص فأجابوه وبايعوا له وتم أمرهم ولما كان يوم السبت الثالث والعشرون من ربيع الآخر من سنة عشر وسبعمائة فر الوزير المذكور وقائده الفرنجي ومن شايعهم على رأيهم فخرجوا إلى ظاهر البلد الجديدة وجاهروا بالخلعان وأقاموا الآلة والرسم وبايعوا سلطانهم عبد الحق على عيون الملأ وعسكروا بالعدوة القصوى من سبو ثم ساروا إلى ناحية تازا ولما استقروا برباطها أخذوا في جمع الجيوش ومكاتبة الخاصة من بني مرين والعرب يدعونهم إلى بيعة سلطانهم والمشايعة لهم على رأيهم وأوفدوا على أبي حمو موسى بن عثمان بن يغمراسن صاحب تلمسان يدعونه إلى المظاهرة على أمرهم واتصال اليد والمدد بالعسكر والمال فتوقف أبو حمو ولم يقدم ولم يحجم وبقي ينتظر عماذا ينجلي أمرهم واتصل خبر ذلك كله بالسلطان أبي