@ 80 @ إليها الطير لا بل الطيف واستمر مقيما عليها كذلك مائة شهر ولما دخلت سنة اثنتين وسبعمائة اختط إلى جانب ذلك السور بمكان فسطاطه وقبابه قصرا لسكانه واتخذ به مسجدا لصلاته وأدار عليهما سورا يحرزهما ثم أمر الناس بالبناء حول ذلك فبنوا الدور الواسعة والمنازل الرحيبة والقصور الأنيقة واتخذوا البساتين وأجروا المياه وأمر السلطان باتخاذ الحمامات والفنادق والمارستان وابتنى مسجدا جامعا أقامه على الصهريج الكبير وشيد له منارا رفيعا وجعل على رأسه تفافيح من ذهب صير عليها سبعمائة دينار ثم أدار السور على ذلك كله فصارت مدينة عظيمة استبحر عمرانها ونفقت أسواقها ورحل إليها التجار بالبضائع من جميع الآفاق وسماها المنصورة فكانت من أعظم أمصار المغرب وأحفلها إلى أن خربها آل يغمراسن عند مهلك السلطان يوسف وارتحال جيوشه عنها ولما تمكن السلطان يوسف من حصار تلمسان سرح كتائبه وسراياه في أعمالها وحصونها فاستولى في مدة قريبة على ندرومة وهنين ووهران وتالموت وتامزردكت ومستغانم وتنس وشرشال وبرشك والبطحاء ومازونة ووانشريس ومليانة والقصبات ولمدية وتافرجينت وجميع بلاد بني عبد الواد وبلاد بني توجين وبلاد مغراوة وبايعه ابن علان صاحب الجزائر وأخذ رعبه بملوك الناحي وكانت دولة بني أبي حفص يومئذ قد انقسمت بقسمين فصار كرسي منها بتونس وآخر ببجاية فتنافس صاحب تونس وصاحب بجاية في مصانعة السلطان يوسف والتقرب إليه بالهدايا والتحف وصار السلطان يوسف في ذلك الوقت ملك المغرب على الحقيقة والإطلاق والله غالب على أمره $ نكبة بين وقاصة من يهود فاس $ .
كان بنو وقاصة هؤلاء من يهود ملاح فاس وكانوا مداخلين للسلطان يوسف من صغره إلى كبره وكانوا يتولون قهرمة داره ويقضون أموره الخاصة