@ 76 @ وعلقت به الثريا الكبرى من النحاس الخالص وزنها اثنان وثلاثون قنطارا وعدد كؤوسها خمسمائة كأس وأربعة عشر كأسا وأنفق السلطان في بناء الجامع وعمل الثريا المذكورة ثمانية آلاف دينار ذهبا .
وفي سنة أربع وتسعين بعدها خرج السلطان يوسف لغزو تلمسان فوصل إلى تاوريرت وكانت تخما لعمل بني مرين وبني عبد الواحد فنصفها للسلطان يوسف ونصفها لعثمان بن يغمراسن ولكل واحد منهما بها عامل من ناحيته فطرد السلطان يوسف عامل ابن يغمراسن وشرع في بناء الحصن الذي هنالك فأدار سوره وشيده وركب أبوابه مصفحة بالجديد وكان يقف على بنائه بنفسه من صلاة الغداة إلى المساء لا يغيب عن العملة إلا في أوقات الضرورة وفرغ من بنائه وتحصينه في رمضان من السنة المذكورة ولما تم شحنه بالعسكر والسلاح وعقد عليه لأخيه أبي بكر بن يعقوب ويكنى أبا يحيى وانكفأ راجعا إلى الحضرة ثم خرج من فاس سنة خمس وتسعين بعدها بقصد تلمسان فسار حتى نزل على ندرومة فحاصرها وشدد في قتالها ورماها بالمنجنيق أربعين يوما فامتنعت عليه فأفرج عنه ثاني عيد الفطر من السنة المذكورة ثم دخلت سنة ست وتسعين وستمائة فسار إلى تلمسان وبرز عثمان بن يغمراسن لمدافعته فانهزم وتحصن بالأسوار وتقدم السلطان يوسف حتى نزل على تلمسان وقتل من أهلها خلقا ثم أقلع عنها ورجع إلى المغرب فقضى نسك الأضحى من السنة المذكورة برباط تازا وأمر ببناء القصر بها وسار إلى فاس فدخلها فاتح سنة سبع وتسعين وستمائة ثم ارتحل إلى مكناسة فقضى بها بعض الوطر ثم عاد إلى فاس ثم خرج منها في جمادى الأولى من السنة المذكورة غازيا تلمسان ومر في طريقه بمدينة وجدة فأمر ببنائها وكان أبوه السلطان يعقوب قد هدمها كما مر فبناها السلطان يوسف في هذه المرة وحصن أسوارها وبنى بها قصبة ودارا لسكناه وحماما ومسجدا ثم سار إلى تلمسان فنزل بساحتها وأحاطت عساكره بها إحاطة الهالة بالقمر ونصب عليها القوس البعيدة النزع العظيمة الهيكل المسماة بقوس الزيار اخترعها المهندسون والصناع وتقربوا إلى السلطان