@ 53 @ والفواكه ما ملأ أسواق البلد أياما حتى وصلتها الميرة من النواحي .
وأجاز الأمير يوسف البحر من حينه فاحتل بساحل الجزيرة وأرهب العدو في كل ناحية لكنه صده عن الغزو شأن الفتنة مع ابن الأحمر فرأى أن يعقد مع الطاغية سلما ويصل يده بيده لمنازلة غرناطة دار ابن الأحمر فأجابه الطاغية إلى ذلك رهبة من بأسه وموجدة على ابن الأحمر في مدد أهل الجزيرة وبعث أساقفته لعقد ذلك وإحكامه فأجازهم الأمير يوسف إلى أبيه وهو بناحية مراكش فغضب لها وأنكر على ابنه وزوى عنه وجه رضاه وأقسم أن لا يرى أسقفا منهم إلا أن يراه بأرضه ورجعهم إلى طاغيتهم مخفقي السعي كاسفي البال .
ووصلت في هذه السنة هدية السلطان أبي زكرياء يحيى الواثق الحفصي مع أبي العباس الغماري حسبما مرت الإشارة إليه قبل هذا .
ثم إن السلطان يعقوب رحمه الله رجع إلى فاس وبعث خطابه إلى الآفاق مستنفرا للجهاد وفصل عنها غرة رجب من سنة ثمان وسبعين وستمائة حتى انتهى إلى طنجة وعاين ما اختل من أحوال المسلمين في تلك الفترة وما جرت إليه فتنة ابن الأحمر من اعتزاز الطاغية وما حدثته نفسه من التهام الجزيرة الأندلسية ومن فيها وكان قد أمر أمره في هذه المدة وظاهره أعداء ابن الأحمر من بني اشقيلولة وغيرهم عليه حتى حاصروا غرناطة ومرج أمر الأندلس ونغلت أطرافها وأشفق السلطان يعقوب رحمه الله على المسلمين الذين بها وعلى ابن الأحمر مما ناله من خسف الطاغية فراسله في الموادعة واتفاق الكلمة على أن ينزل له عن مالقة التي خادع عنها ابن محلي كما تقدم فامتنع ابن الأحمر وأساء الرد في ذلك فرجع السلطان يعقوب إلى إزالة العوائق عن شأنه في الجهاد وكان من أعظمها فتنة يغمراسن واستيقن ما دار بينه وبين ابن الأحمر والطاغية ابن أذفونش من الاتصال والإصفاق على تعويقه عن الغزو فبعث إلى يغمراسن يسأله عن الذي بلغه عنه ويطلب منه تجديد الصلح وجمع الكلمة فلج في الخلاف وكشف وجه العناد وأعلن بما