@ 105 @ .
أحاكمك إلى الله فأينا قتل صاحبه استقام له الأمر فقال له عمرو بن العاص أنصفك فقال معاوية لكنك ما أنصفت ثم تقاتلوا ليلة الهرير شبهت بليلة القادسية وكانت ليلة الجمعة واستمر القتال إلى الصباح وكان علي يسير بين الصفوف ويحرض كل كتيبة على التقدم حتى أصبح والمعركة كلها خلف ظهره .
وروي أنه كبر تلك الليلة سبعمائة تكبيرة وكانت عادته أنه كلما قتل قتيلا كبر ودام القتال إلى ضحى يوم الجمعة وقاتل الأشتر النخعي قتالا عظيما حتى انتهى إلى معسكرهم وقتل صاحب رايتهم وأمده علي بالرجال فلما رأى عمرو شدة الأمر قال لمعاوية مر الناس يرفعون المصاحف على الرماح ويقولون كتاب الله بيننا وبينكم فإن قبلوا ذلك ارتفع عنا القتال وإن أبى بعضهم وجدنا في افتراقهم راحة ففعلوا ذلك فقال الناس نجيب إلى كتاب الله فقال علي يا عباد الله امضوا على حقكم في قتال عدوكم فإن عمرا ومعاوية وابن أبي معيط وابن أبي سرح والضحاك بن قيس ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن وأنا أعرف بهم منكم ويحكم والله ما رفعوها إلا خديعة ومكيدة فقالوا لا يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فلا نقبل فقال علي إنما قاتلناهم ليدينوا بكتاب الله فإنهم نبذوه فقال جماعة من القراء الذين صاروا خوارج يا علي أجب إلى كتاب الله وإلا دفعناك برمتك إلى القوم أو فعلنا بك ما فعلنا بابن عفان فقال علي رضي الله عنه إن تطيعوني فقاتلوا وإن تعصوني فافعلوا ما بدا لكم وآخر الأمر إنهم اتفقوا على أن يحكموا رجلين من الجانبين وما حكما به عليهم صاروا إليه فاختار أهل الشام عمرو بن العاص داهية العرب واختار أهل العراق أبا موسى الأشعري بعد مراجعات وقعت بين علي وبينهم واجتمع الحكمان عند علي لتكتب القضية بحضوره فكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال عمرو بن العاص إنما هو أميركم وليس بأميرنا فقال الأحنف لا تمحوا اسم أمير المؤمنين وقال