@ 256 @ الماء فتبدو كأنها أرجل فسميت الواقعة من أجل ذلك بأم الرجلين وذلك في سنة ستين وستمائة وبقي المرتضى يعالج أمر علي بن بدر الثائر بالسوس إلى سنة اثنتين وستين وستمائة فأقبل الأمير يعقوب بن عبد الحق في جموع بني مرين حتى نزل على مراكش واتصل الحرب بينه وبين الموحدين بظاهرها أياما هلك فيها عبد الله بن يعقوب بن عبد الحق فبعث المرتضى إلى أبيه يعقوب بالتعزية ولاطفه وضرب إتاوة يبعث بها إليه في كل سنة فرضي يعقوب وارتحل عنها وقيل إن مقتل عبد الله بن يعقوب كان سنة ستين قبل وقعة أم الرجلين والله تعالى أعلم $ انتقاض أبي دبوس على المرتضى واستيلاؤه على مراكش ومقتل المرتضى عقب ذلك $ .
لما ارتحل بني مرين عن مراكش بعد مهلك عبد الله بن يعقوب فر من الحضرة قائد حروب المرتضى وابن عمه وهو السيد أبو العلاء إدريس الملقب بأبي دبوس ابن السيد أبي عبد الله محمد ابن السيد أبي حفص عمر بن عبد المؤمن لسعاية تمكنت فيه عند المرتضى وأنه يطلب الأمر لنفسه فاحس أبو دبوس بالشر ولحق بيعقوب بن عبد الحق فأدركه عند مقدمه إلى فاس قافلا من منازله مراكش فأقبل عليه الأمير يعقوب وبالغ في إكرامه فطلب منه أبو دبوس الإعانة على حرب المرتضى وكان بطلا محربا وضمن له فتح مراكش واشترط له المقاسمة فيما يغلب عليه من السلطان وما يستفيده من الذخيرة والمال فأمده الأمير يعقوب بخمسة آلاف من بني مرين وبالكفاية من المال وبالمستجاد من آلة الحرب من طبول وبنود ونحو ذلك وكتب له مع ذلك إلى عرب جشم وأميرهم يومئذ علي بن أبي الخلطي أن يكونوا معه يدا واحدة فسار أبو دبوس حتى وصل إلى سلا فكتب منها إلى العرب وأشياخ الموحدين والمصامدة الذين في طاعة المرتضى يدعوهم