@ 212 @ عنه كبير الشأن فاضلا صابرا راضيا على ربه فيما ابتلاه به من داء الجذم سقط بعد جسده ذات يوم فصنع طعاما كثيرا للفقراء شكرا لله تعالى على ذلك وكان يسكن بحارة الجذمي العتيقة قبلي مراكش وبها مات في شهر رجب من السنة المذكورة ودفن خارج باب أغمات عند رابطة الغار واحتفل الناس لجنازته رضي الله عنه .
وفي سنة أربع وتسعين بعدها توفي الشيخ العارف بالله تعالى أبو مدين شعيب بن الحسن الأنصاري الولي الكبير المشهور أصله من حصن قطنيانة من عمل إشبيلية ثم انتقل إلى العدوة فأخذ عن الشيخ أبي الحسن بن حزرهم وعن الشيخ أبي يعزى وبه انتفع وعليه تخرج وكان الشيخ أبو مدين رضي الله عنه من العارفين الراسخين قد خاض من الأحوال بحارا ومن المعارف أسرارا وجال في حداثة سنه في بلاد المغرب من سبتة ومراكش وفاس ولازم بفاس الشيخ ابن حرزهم كما قلنا ثم سمع بخبر الشيخ أبي يعزى فقصده وأخذ عنه وظهرت عليه بركته .
قال الشيخ أبو مدين لما قدمت فاسا لقيت بها الأشياخ فسمعت رعاية المحاسبي على أبي الحسن بن حرزهم وكتاب السنن للترمذي على أبي الحسن بن غالب وأخذت طريقة التصوف على أبي عبد الله الدقاق وأبي الحسن السلاوي قال وكنت أزور الشيخ أبي يعزى مرارا فقال لي جماعة من الفقهاء المجاورين لأبي يعزى قد ثبتت عندنا ولاية أبي يعزى ولكنا نشاهده يلمس بطون النساء وصدورهن ويتفل عليهن فيبرأن ونحن نرى أن لمسهن حرام فإن تكلمنا في هذا هلكنا وإن سكتنا حرنا فقلت لهم أرأيتم لو أن ابنة أحدكم أو أخته أصابها داء لا يطلع عليه إلا الزوج ولم يوجد من يعانيه إلا طبيب يهودي أو نصراني ألستم تجيزون ذلك مع أن دواءه مظنون ودواء أبي يعزى أنتم على يقين منه فبلغ كلامي أبي يعزى فاستحسنه