@ 204 @ المجدل البليدة التي من أعمال البقاع العزيزي قرية يقال له حمارة وإلى جانبها مشهد يعرف بقبر الأمير يعقوب ملك المغرب وكل أهل تلك النواحي متفقون على ذلك وليس عندهم فيه خلاف وهذا القبر بينه وبين المجدل مقدار فرسخين من جهتها القبلية بغرب قال وكان أوصى أن يدفن على قارعة الطريق ليترحم عليه من يمر به .
قال المقري في نفخ الطيب هذه عامية لا يتبتها علماء المغرب وسبب هذه المقالة تولع العامة به فكذبوا في موته وقالوا إنه ترك الملك وحكوا ما شاع إلى الآن وذاع مما ليس له أصل ثم نقل عن الشريف الغرناطي مثل ذلك فانظره .
قال مؤلفه عفا الله عنه وعندي أن إنكار ما حكاه ابن خلكان ليس بجيد وهب أن أهل المغرب قالوا ذلك تولعا به فما بال أهل المشرق يتولعون به ويتخذون له المشهد ثم يتفق كبيرهم وصغيرهم على أنه قبر يعقوب ملك المغرب من غير اصل ولا مستند هذا بعيد في العادة بل لا بد أن يكون لذلك أصل والله أعلم بحقيقته نعم ما تزعمه عامة المغرب في حمة أبي يعقوب التي بقرب مدينة فاس أنها منسوبة ليعقوب المنصور هذا وأنه رصد لها عفريتين يوقدان عليها إلى الأبد وأن حرارة مائها بسبب ذلك الإيقاد وأن الشفاء الذي حصل للمستحمين إنما هو ببركة يعقوب المنصور