@ 192 @ بنصف درهم والفرس بخمسة دراهم والحمار بدرهم وقسم المنصور الغنائم بين المسلمين بمقتضى الشرع كذا في نفح الطيب .
وفي كامل ابن الأثير أن يعقوب المنصور رحمه الله نادى في عسكره من غنم شيئا فهو له سوى السلاح وأحصى ما حمل إليه منه فكان زيادة على سبعين ألف لبس واستشهد من المسلمين نحو عشرين ألفا .
ثم تقدم المنصور بجيوشه إلى بلاد الفرنج وأخذ يخرب المدن والقرى ويفتح الحصون والمعاقل ويقتل ويسبي ويأسر حتى وصل إلى جبل سليمان ثم ثنى عنانة راجعا وقد أمتلأت أيدي المسلمين من الغنائم ولم يعارضه من الفرنج معارض حتى وصل الى إشبيلية فاستقر بها .
وأما الفنش فإنه لما انهزم وصل إلى طليطلة في أسوأ حال فحلق رأسه ولحيته ونكس صليبه وركب حمارا وأقسم أن لا يركب فرسا ولا بغلا ولا ينام على فراش ولا يقرب النساء حتى تنصر النصرانية فجمع جموعا عظيمة وبلغ الخبر بذلك الى المنصور فبعث الى بلاد المغرب مراكش وغيرها يستنفر الناس من غير إكراه فأتاه من المتطوعة والمرتزقة جمع عظيم ثم نهض إلى الفنش فالتقوا في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فانهزم الفرنج هزيمة قبيحة وغنم المسلمون ما معهم من الأموال والسلاح والدواب وغيرها .
ثم تقدم المنصور إلى مدينة طليطلة فحاصرها وقاتلها قتالا شديدا وقطع أشجارها وشن الغارات على ما حولها من البلاد وفتح فيها عدة حصون مثل قلعة رباح ووادي الحجارة ومجريط وجبل سليمان وأفليج وكثير من أحواز طليطلة .
ثم ارتحل عن طليطلة إلى مدينة طلمنكة فدخلها عنوة بالسيف فقتل المقاتلة وسبا النساء والذرية وغنم أموالها وهدم أسوارها وأضرم النيران في جوانبها وتركها قاعا صفصفا .
وثنى عنانه إلى إشبيلية فدخلها غرة صفر سنة ثلاث وتسعين