@ 181 @ المنصور بإفريقية حدثا أنفسهما بالتوثب على الخلافة فلما قدما عليه بالتهنئة أمر باعتقالهما خلال ما استملأ أمرهما ثم قتلهما وعقد للسيد أبي الحسن ابن السيد أبي حفص على بجاية وفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة شرع المنصور في إدخال ساقية الماء إلى مراكش ثم تاقت نفسه إلى الجهاد فكان منه ما نذكره $ الجواز الأول ليعقوب المنصور رحمه الله إلى الأندلس بقصد الجهاد $ .
قال ابن أبي زرع وفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة تحرك أمير المؤمنين يعقوب المنصور إلى الأندلس برسم غزو بلاد غربها وهي أولى غزواته فعبر من قصر المجاز إلى الخضراء يوم الخميس الثالث من ربيع الأول من السنة المذكورة ثم نهض من الخضراء حتى نزل شنترين وشن الغارات على مدينة أشبونة وأنحائها فقطع الثمار وحرق الزروع وقتل وسبا وأضرم النيران في القرى وأبلغ في النكاية وانصرف إلى العدوة بثلاثة عشر ألفا من السبي فدخل فاسا في آخر رجب من السنة المذكورة $ مراسلة السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب مصر ليعقوب المنصور رحمهما الله والتماسه منه الأساطيل للجهاد $ .
كانت الفرنج قد ملكوا سواحل الشام في آخر الدولة العبيدية منذ تسعين سنة قبل هذا التاريخ وملكوا معها بيت المقدس شرفه الله فلما استولى السلطان صلاح الدين رحمه الله على ديار مصر والشام اعتزم على جهادهم وصار يفتح حصونها واحدا بعد واحد حتى أتى على جميعها