@ 151 @ إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى اللهم اجعلنا يا مولانا عندك من المرحومين واجعل كل من يرحمنا عندك من المرحومين فأنت أهل ذلك والقادر عليه .
ثم بلغ أمير المؤمنين خروج العدو إلى أرض المسلمين مع القومس الأحدب فخرج إليهم وأوقع بهم بناحية قلعة رباح وأثخن فيهم ورجع إلى إشبيلية .
وفي هذه السنة أعني سنة سبع وستين وخمسمائة شرع أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن في بناء جامع إشبيلية فتم وصليت به الجمعة في ذي الحجة منها .
وفي هذه السنة أيضا عقد أمير المؤمنين الجسر على وادي إشبيلية بالقوارب وبنى قصبتها الداخلية وبنى الزلاليق للسور وبنى سور باب جوهر وبنى الرصفان المتدرجة بضفتي الوادي وجلب الماء من قلعة جابر حتى أدخله إشبيلية وأنفق في ذلك أموالا لا تحصى .
ثم انتقض ابن أذفونش وأغار على بلاد المسلمين فاحتشد الخليفة وسرح السيد أبا حفص إليه فغزاه بعقر داره وافتتح قنصرة بالسيف وهزم جموعه في كل جهة .
ثم ارتحل الخليفة من إشبيلية راجعا إلى مراكش سنة إحدى وسبعين لخمس سنين من إجازته إلى الأندلس وعقد على قرطبة لأخيه أبي الحسن وعلى إشبيلية لأخيه أبي علي .
وأصاب مراكش طاعون فهلك من السادة أبو عمران وأبو سعيد وأبو زكريا وقدم الشيخ أبو حفص الهنتاتي من قرطبة فهلك في طريقه ودفن بمدينة سلا وهو جد الملوك الحفصيين أصحاب تونس وإفريقية .
واستدعى الخليفة أخويه السيدين أبا علي وأبا الحسن فعقد لأبي علي على سجلماسة ورجع أبو الحسن إلى قرطبة وعقد لابني أخيه السيد أبي حفص لأبي زيد منهما على غرناطة ولأبي محمد على مالقة