@ 131 @ $ نكبة الوزير ابن عطية والسبب فيها $ .
كان الوزير أبو جعفر أحمد بن عطية من أهل مراكش وأصله القديم من طرطوشة ثم بعد من دانية .
وكان أبوه أبو أحمد بن عطية كاتبا لأمير المسلمين علي بن يوسف اللمتوني ثم لابنه تاشفين من بعده وتحصل في قبضة الموحدين فعفا عنه عبد المؤمن .
ولما حاصر عبد المؤمن فاسا اعتزم أبو أحمد هذا الفرار فتقبض عليه في طريقه وسيق إلى عبد المؤمن فاعتذر فلم يقبل عبد المؤمن عذره وسحب إلى مصرعه فقتل رحمه الله .
وكان ابنه أبو جعفر صاحب الترجمة كاتبا لإسحاق بن علي اللمتوني بمراكش فشمله عفو أمير المؤمنين فيمن شمله من ذلك الفل .
وخرج في جملة الشيخ أبي حفص الهنتاتي حين نهض لقتال محمد بن هود الماسي .
فلما كان الفتح وكتب رسالته المتقدمة وقف عليها عبد المؤمن فاستحسنها واستكتبه لذلك ثم ارتفعت مكانته عنده فاستوزره فظهر غناؤه وكفايته وحمدت سيرته وإدارته وقاد العساكر وجمع الأموال وبذلها وبعد في الدولة صيته ونال من الرتبة عند السلطان ما لم ينله أحد في دولته وتحبب إلى الناس بإجمال السعي والإحسان فعمت صنائعه وفشا معروفه وكان محمود السيرة مبخت المحاولات ناجح المساعي سعيد المآخذ ميسر المآرب وكانت وزارته زينا للوقت وكمالا للدولة رحمه الله .
ثم لما كانت سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وفد أشياخ إشبيلية على عبد المؤمن ورغبوا منه في ولاية بعض أبنائه عليهم فعقد لابنه السيد أبي يعقوب عليها وبعث معه لوزير ابن عطية المذكور لمباشرة الأمور وإصلاح الأحوال فأغنى في ذلك الغناء الجميل .
ولما غاب وجهه عن الحضرة وجد حساده السبيل إلى التدبير عليه