@ 122 @ $ فتح المرية وبياسة وأبدة $ .
كانت هذه البلاد قد استولى عليها الفرنج أيام الموحدين والمرابطين بالأندلس فلما كانت سنة ست وأربعين وخمسمائة عبر الشيخ أبو حفص إلى الأندلس في جيش كثيف من الموحدين ومعه السيد أبو سعيد ابن أمير المؤمنين برسم الجهاد وكان بنو عبد المؤمن يسمون أبناءهم بالسادة فنزلوا المرية وضيقوا عليها بالحصار وبنى السيد أبو سعيد على محلته سورا واستغاث نصارى المرية بالفنش فأغاثهم بمحمد بن مردنيش وكان واصلا يده بيده ووجه معه السلطين أحد قواد الفرنج في جيش كثيف فلم يتمكنوا من البلد ولا من محلة الموحدين لكونها محصنة بالسور فرجع ابن مردنيش والسلطين بخفي حنين وافترقا فلم يجتمعا بعد .
ثم عمد السلطين إلى بياسة وأبدة فأخلاهما من النصارى الذين كانوا بهما خوفا عليهم ورجع عوده على بدئه وأما السيد أبو سعيد فإنه شدد الحصار على المرية حتى نزلوا على الأمان بواسطة الوزير ابن عطية .
وفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وجه عبد المؤمن على يصليتن قريب المهدي فأتى به مكبولا من سبتة فأمر بقتله وصلبه بباب مراكش لأمر نقمه عليه .
ثم ارتحل عبد المؤمن بعد مقتل يصليتن إلى تينملل بقصد زيارة قبر المهدي فزار وفرق في أهلها أموالا عظيمة وأمر ببناء مسجدها وتوسعتها