@ 109 @ مراكش تسعة أشهر وأميرهم يومئذ إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين وكانوا قد بايعوا أولا إبراهيم بن تاشفين بن علي فألفوه مضعفا عاجزا فخلعوه وبايعوا عمه إسحاق بن علي المذكور وهو صبي صغير ولما طال عليهم الحصار وجهدهم الجوع برزوا إلى مدافعة الموحدين فانهزموا وتبعهم الموحدون بالقتل فاقتحموا عليهم المدينة في أخريات شوال سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وقتل عامة الملثمين ونجا إسحاق في جملته وأعيان قومه إلى القصبة حتى نزلوا على حكم الموحدين وأحضر إسحق بين يدي عبد المؤمن فقتله الموحدون بأيديهم وتولى كبر ذلك أبو حفص بن واجاج منهم .
وانمحى أثر الملثمين واستولى الموحدون على جميع البلاد وقد قيل في ترتيب هذه الأخبار غير هذا الوجه .
قال ابن مطروح القيسي لما بويع عبد المؤمن بتينملل ارتحل بجيوش الموحدين نحو مراكش فحاصرها أياما وذلك في شوال سنة ست وعشرين وخمسمائة ثم ارتحل عنها إلى تادلا ثم إلى سلا فتلقاه أهلها سامعين مطيعين فدخلها يوم السبت الرابع والعشرين من ذي الحجة من السنة المذكورة وخطب له بها .
وفي سنة سبع وعشرين بعدها فتح عبد المؤمن بلاد تازا .
وفي سنة ثمان وعشرين بعدها تسمى عبد المؤمن بأمير المؤمنين واعلم أن اللقب كان في صدر الإسلام خاصا بالخليفة بالمشرق من بني أمية أو من بني العباس بعدهم ولما قام عبيد الله المهدي أول ملوك العبيديين بإفريقية تسمى بأمير المؤمنين لأنه كان يرى أنه أحق بالخلافة من بني العباس