@ 27 @ $ فتح مدينة فاس وغيرها من سائر بلاد المغرب $ .
وفي سنة أربع وخمسين وأربعمائة المذكورة جند يوسف بن تاشفين الأجناد واستكثر القواد وفتح كثيرا من البلاد واتخذ الطبول والبنود ورتب العمال وكتب العهود وجعل في جيشه الأغزاز والرماة كل ذلك إرهابا لقبائل المغرب فكمل له من الجيش في تلك السنة أكثر من مائة ألف فارس من قبائل صنهاجة وجزولة والمصامدة وزناتة والأغزاز والرماة فخرج بهم من حضرة مراكش قاصدا مدينة فاس فتلقته قبائلها من زواغة ولماية ولواتة وصدينه وسدراته ومغيلة وبهلوله ومديونة وغيرهم في خلق عظيم فقاتلوه فكانت بينه وبينهم ملاحم عظام انهزموا فيها من بين يديه وانحصروا بمدينة صدينة فدخلها عليهم بالسيف عنوة فهدم أسوارها وقتل بها ما يزيد على أربعة آلاف .
ثم رحل إلى فاس فنازلها بعد أن فتح جميع أحوازها وذلك في آخر سنة أربع وخمسين وأربعمائة وقال ابن خلدون إن يوسف بن تاشفين نازل أولا قلعة فازاز وبها مهدي بن تولي اليحفشي وبنو يحفش بطن من زناتة وكان أبوه تولي صاحب تلك القلعة ووليها هو من بعده فنازله يوسف بن تاشفين ثم استجاش به على فاس مهدي بن يوسف الكزنائي صاحب مكناسة لأنه كان عدو المعنصر المغراوي صاحب فاس فزحف في عساكر المرابطين إلى فاس وجمع إليه معنصر ففض جموعه اه والله أعلم .
ثم أقام يوسف على فاس أياما فظفر بعاملها بكار بن إبراهيم فقتله وارتحل عنها إلى مدينة صفرو فدخلها من يومه عنوة وقتل ملوكها أولاد