@ 24 @ تصل إليه ثم أرسله إلى زوجته فتركته في خيمة ثلاثة أيام ثم أمرت بأن يحمل إليه في كل يوم طعام واحد ثم أحضرته وقالت له ما أكلت في هذه الثلاثة الأيام قال طعاما واحدا فقالت له كل النساء شيء واحد وأمرت له بمال وكسوة وسرحته إلى حال سبيله وكانت وفاتها سنة أربع وستين وأربعمائة $ بناء مدينة مراكش $ .
لما دخلت سنة أربع وخمسين وأربعمائة كان أمر يوسف بن تاشفين قد استفحل بالمغرب جدا ورسخت قدمه في الملك وعظم صيته فسمت همته إلى بناء مدينة يأوي إليها بحشمه وجنده وتكون حصنا له ولأرباب دولته فاشترى موضع مدينة مراكش ممن كان يملكه من المصامدة وقال صاحب المعرب كان ملكا لعجوز منهم ثم نزل الموضع المذكور بخيام الشعر وبنى مسجدا لصلاته وقصبة صغيرة لاختزان ماله وسلاحه ولم يبن على ذلك سورا وقال أبو الخطاب بن دحية في كتاب النبراس إن موضع مدينة مراكش كان مزرعة لأهل نفيس فاشتراه يوسف منهم بماله الذي خرج به من الصحراء وفي كتاب المعرب إن يوسف بن تاشفين اختط مدينة مراكش بموضع كان يسمى بذلك الاسم ومعناه بلغة المصامدة امش مسرعا وكان ذلك الموضع مكمنا للصوص فكان المارون فيه يقولون لرفقائهم تلك الكلمة فعرف الموضع بها وضبط هذه الكلمة بضم الميم وفتح الراء المشددة بعدها ألف وبعد ألف كاف مكسورة ثم شين معجمة ويقال كان في موضعها قرية صغيرة في غابة من الشجر وبها قوم من البربر فاختطها يوسف وبنى بها القصور والمساكن الأنيقة وهي في مرج فسيح وحولها جبال على فراسخ