@ 22 @ فإنه بأرض صحراء كل ما جلب إليه من هنا فهو مستطرف لديه .
فلما قرب أبو بكر بن عمر من أعمال المغرب خرج إليه يوسف بن تاشفين فلقيه على بعد وسلم عليه وهو راكب سلاما مختصرا ولم ينزل له ولا تأدب معه الأدب المعتاد فنظر أبو بكر إلى كثرة جيوشه فقال له يا يوسف ما تصنع بهذه الجيوش قال أستعين بها على من خالفني فارتاب أبو بكر به ثم نظر إلى ألف بعير قد أقبلت موقرة فقال ما هذه الإبل الموقرة قال أيها الأمير إني قد جئتك بكل ما معي من مال وأثاث وطعام وإدام لتستعين به على بلاد الصحراء فازداد أبو بكر تعرفا من حاله وعلم أنه لا يتخلى له عن الأمر فقال له يا بن عم انزل أوصيك فنزلا معا وجلسا فقال أبو بكر إني قد وليتك هذا الأمر وإني مسؤول عنه فاتق الله تعالى في المسلمين وأعتقني وأعتق نفسك من النار ولا تضيع من أمور رعيتك شيئا فإنك مسؤول عنه والله تعالى يصلحك ويمدك ويوقفك للعمل الصالح والعدل في رعيتك وهو خليفتي عليك وعليهم ثم ودعه وانصرف إلى الصحراء فأقام بها مواظبا على الجهاد في كفار السودان إلى أن استشهد من سهم مسموم أصابه في شعبان سنة ثمانين وأربعمائة بعد أن استقام له أمر الصحراء كافة إلى جبال الذهب من بلاد السودان والله غالب على أمره $ الخبر عن دولة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين اللمتوني $ .
لما عزم الأمير أبو بكر بن عمر على السفر إلى بلاد الصحراء دعا ابن عمه يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني فعقد له على بلاد المغرب وفوض إليه أمره وأمره بالرجوع إلى قتال من به من مغراوة وبني يفرن وسائر زناتة والبربر واتفق على تقديمه أشياخ المرابطين لما يعلمون من فضله ودينه