@ 20 @ $ غزوة أبي بكر بن عمر بلاد المغرب سوى ما تقدم وفتحه إياها $ .
لما استقر الأمير أبو بكر بن عمر بأغمات أقام بها إلى صفر من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة وخرج غازيا بلاد المغرب في أمم لا تحصى من صنهاجة وجزولة والمصامدة ففتح جبال فازاز وسائر بلاد زناتة وفتح مدائن مكناسة ثم نزل على مدينة لواتة فحاصرها حتى اقتحمها عنوة بالسيف وقتل بها خلقا كثيرا من بني يفرن وخربها فلم تعمر بعد إلى الآن .
وكان تخريبه إياها في آخر يوم من ربيع الثاني من السنة المذكورة ثم رجع إلى مدينة أغمات $ عود أبي بكر بن عمر إلى بلاد الصحراء والسبب في ذلك $ .
كان الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني قد تزوج زينب بنت إسحاق النفزاوية وكانت بارعة الجمال والحسن كما قلنا وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور حتى كان يقال لها الساحرة فأقام الأمير أبو بكر عندها بأغمات نحو ثلاثة أشهر ثم ورد عليه رسول من بلاد القبلة فأخبره باختلال أمر الصحراء ووقوع الخلاف بين أهلها .
وكان الأمير أبو بكر رجلا متورعا فعظم عليه أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا وهو قادر على كفهم ولم ير أنه في سعة من ذلك وهو متوالي أمرهم ومسؤول عنهم فعزم على الخروج إلى بلاد الصحراء ليصلح أمرها ويقيم رسم الجهاد بها .
ولما عزم على السفر طلق امرأته زينب وقال لها عند فراقه إياها يا